المزيج التسويقي لشركة المراعي: كيف صنعت نموذج يحتذى به؟

كنت أطالع أحد الجرائد منذ وقت قريب، وقد لمحت خبرا عن أن سباقا للخيول سيقام بالرياض، وأن “المراعي” ستكون إحدى الشركات الراعية له.

استغربت وقتئذ من الخبر، وسألت نفسي هل هي ذات الشركة المنتجة للألبان؟ ولماذا ترعى فاعلية كهذه؟

عندما بحثت في الأمر، وجدت أن رعاية الأنشطة الرياضية يعد جزء من المزيج التسويقي لشركة المراعي، ترى ما العلاقة بين هذا وذاك؟ وما السر وراء نجاح هذه الشركة في اختراق عدد من أسواق المنطقة؟

التعريف عن شركة المراعي

هي شركة سعودية، مقرها الرياض، تأسست منذ (٤٤) عام، وتُصنَف كأفضل شركة في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا.

تعد الألبان أشهر منتجاتها، بالإضافة إلى أنواع أخرى من الأغذية مثل الدواجن، والحلوى، والعصائر، وأطعمة الأطفال والرُضّع.

تمارس الشركة نشاطها -بشكل أساسي- في دول الخليج العربي، ولكنها توسعت مؤخرا لتشمل الإنتاج، والتوزيع في مصر والأردن.

عند مقارنة عامي ٢٠١٠، و٢٠١٤، نجد أن أرباح المراعي تضاعفت من (٢٧٣٦) إلى (٤٥٣٥) مليون ريال سعودي، وذلك وفقا للتقارير الرسمية الصادرة عنها.

الرؤية والرسالة

تتلخص رسالتها في إنتاج أصناف ذات عناصر غذائية متكاملة، تناسب مختلف الفئات، والأعمار.

بينما تسعى من خلال رؤيتها إلى التميز في كل ما تقدمه؛ بما يضمن ولاء الجمهور لها، وتحقيق الريادة في الأسواق العاملة بها.

التاريخ

نشأت في عام ١٩٧٧؛ حيث أسسها سمو الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير؛ بهدف تطوير الزراعة، وإنتاج الألبان بالمملكة.

بعد (١٣) عام من الإنشاء، قامت الشركة بإعادة هيكلة مؤسساتها، وانتقلت من اللامركزية إلى المركزية، فيما يتعلق بمزارعها، ومصانعها.

في عام ٢٠٠٧، دخلت المراعي إلى عالم المخبوزات، من خلال الاستحواذ على شركة أخرى، كما بدأت شراكة مع عدد من الشركات السعودية، هكذا قامت بتكوين “الشركة الحديثة لصناعة المواد الغذائية“.

بعد ذلك، واصلت توسعها من خلال الدخول إلى صناعة الدواجن، فاستحوذت على شركة عاملة بالمجال، وأسست علامتها “اليوم” سنة ٢٠٠٩.

خلال هذا العام، بدأت مشروعا مشتركا مع شركة عالمية؛ لتصنيع غذاء الطفل، لكن هذه الشراكة لم تدم طويلا، ففي عام ٢٠١٤ استحوذت المراعي على حصة الأخرى، وأطلقت علاماتها “نيورالاك“، و”نيورالاك بلاس“.

كما اشترت مزارع بالولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت العمل بالسوق المصري، كل هذا بنفس العام.

شعار “جودة تستحق الثقة“

يلاحظ أن هذا الشعار مرتبط بعنصرين؛ هما “الجودة“، و”رضاء العملاء“، فكيف استطاعت المراعي تحقيقهما؟

تختلف هذه الشركة عن غيرها بإنها تقوم بجميع المراحل بنفسها؛ بدءا من الإنتاج في المزارع، وحتى التوزيع للجمهور.

خلال تلك الرحلة، تراعى جميع قواعد السلامة؛ بما يضمن الجودة لمنتجاتها، ويحقق رضاء الزبائن.

لم تتوقف المراعي عند هذا الحد، بل اعتادت أيضا استطلاع آراء الجماهير من وقت لآخر؛ حتى يتثنى لها معرفة بواطن الضعف، والتقصير.

العلامات التجارية

بالإضافة إلى الحليب والعصائر الحاملة لعلامة “المراعي“، أطلقت الشركة عدد من العلامات التجارية الأخرى.

• “لوزين“، والتي تقدم أشكال من الخبز، والمعجنات، وبعض أنواع الحلوى، وتتسم بكونها طازجة، وبها عناصر غذائية متكاملة.
• “سفن دايز“، وهي أيضا حلوى معبأة كوجبات خفيفة، وتتميز بتنوع الأطعمة المتاحة، لتناسب كافة احتياجات الأسرة، والأصدقاء.
• “اليوم“، وهي العلامة المختصة بالدجاج، وتقدم أطعمة مستوحاة من مختلف المطابخ العالمية، كما تراعي معايير السلامة، والنظافة.
• “نيورالاك“، عبارة عن حليب، وأغذية للرضّع والأطفال، بتركيبة تساعد في النمو.

معاييرها

تعتمد المراعي مجموعة من القواعد، تقوم بتطبيقها بكافة المراحل، حيث أن هذه المعايير كانت أساسا للمزيج التسويقي للشركة.

الجودة

تعد الركيزة الأساسية، التي تحملها رؤية الشركة، لذا تقوم بأمرين من أجل ضمان الجودة؛ أولهما مراعاة قواعد الصحة والسلامة، بكافة مراحل الإنتاج والصناعة.

بينما الأمر الثاني يتعلق بتأمين الأعلاف من أفضل مزارع العالم، وذلك من خلال الزراعة بالولايات المتحدة الأمريكية، والأرجنتين.

الاستدامة

تساهم في تقليل استهلاك الموارد المائية بالمملكة، من خلال استيراد كافة احتياجاتها من أعلاف من الخارج، وذلك ضمن خطة طويلة الأجل.

الابتكار

عندما لاحظت الحاجة المتزايدة للأطعمة والمشروبات بالسوق، وأن الأعمار الأصغر تمثل النسبة الأكبر من المستهلكين، ابتكرت منتجات جديدة مناسبة لهم، كما طرحت المزيد من السلع الغذائية؛ لتقابل الاستهلاك المتنامي.

تعريف المزيج التسويقي

هو كافة العناصر الداخلة في تسويق منتج أو خدمة ما؛ حيث يكمل كل منها الآخر، بما يساهم في تعزيز القدرة التنافسية للشركة.

يساعد هذا الخليط في وضع استراتيجيات مُحكمة للتسويق، يكون أساسها تلبية احتياجات العملاء.

لذا يسبقه القيام بعدة بحوث؛ لمعرفة المنتجات التي يحتاجها الجمهور، والسعر الذي يفضلونه، وأين يتواجد هؤلاء الأشخاص.

كذلك دراسات متعلقة بطرق التواصل معهم، ومحتوى الرسالة الاتصالية المؤثرة بهم، حيث تتناغم هذه العناصر لتعمل ما؛ لذا فإن الإخلال بأي منها يكون سببا في فشل الجهود التسويقية.

قدم هذا المصطلح لأول مرة “جيروم ماكارثي” عام ١٩٦٠، ولا يزال المسوقين يتبعونه في كافة أنشطتهم التسويقية حتى اليوم.

عناصر المزيج التسويقي

وضع هذا الباحث (٤) عناصر أساسية، وهي:

• المنتج.
• السعر.
• المكان.
• الترويج.

بينما تم تطويرها -فيما بعد- لتضاف إليها (٣) عناصر أخرى، تختص أكثر بالقطاع الخدمي، وهي:

• الدليل المادي.
• العامل البشري.
• العمليات.

أولا: المنتج

هو ما تقدمه للجمهور، وتحقق من خلاله الربح، سواء كان سلعة أو خدمة.

لضمان نجاحك، قدم منتجا إما يحتاجه الجمهور بالفعل، أو تخلق لديهم الحاجة لاقتنائه، فليست كل المنتجات الناجحة كانت تسد احتياج ما.

فمثلا “آبل” عندما قدمت الشاشات التي تعمل باللمس، حققت مبيعات هائلة، بالرغم من إنها كانت تعد منتجات غير مألوفة للجمهور وقتئذ.

كذلك ادرس المراحل العمرية للمنتج؛ لوضع استراتيجيات مناسبة لكل مرحلة، وتحديد المشاكل التي يمكن أن تواجه العميل بكل منها.

خلال دراستك هذه، اسأل نفسك لماذا يستخدم العميل منتجي؟ وما هي الخصائص التي يحتاجها حتى تتحقق المنفعة؟

كما عليك تحديد القيمة التنافسية للمنتج، كذلك تصميمه، واسمه، وإذا كانت به أية خصائص مكلفة، لا يحتاجها العملاء بالفعل.

ثانيا: السعر

هي التكلفة التي يدفعها الزبائن لاقتناء منتجك، حيث لابد أن تعكس القيمة الحقيقية له، وذلك بالرغم من وجود استراتيجيات أخرى للتسعير، غير تسعير القيمة.

فإذا كان سعر المنتج أعلى من قيمته؛ سيعزف الناس عن شرائه، وإذا كان أقل، سوف يَشُكّون في مدى جودته.

كما لابد ألا يتضمن هذا السعر خسارة للشركة؛ حيث يجب أن يغطى كافة تكاليف الإنتاج، والتوزيع، والتسويق، والبحث.

والأهم من ذلك هو أن يكون مناسبا للمستوى المادي للأشخاص الذين سيشترونه، كذلك عند وضع الأسعار، يجب مراجعة الأسعار السائدة في السوق، وأشكال الخصومات التي يقدمها المنافسون.

ثالثا: المكان

ويقصد به الموقع الجغرافي، الذي تتواجد به السلعة، خلال عمليات النقل، والتخزين، والعرض أمام العملاء للبيع، حيث يلاحظ أن سعر السلعة يلعب دورا هاما في تحديد أماكن توزيعها.

فالسلع الاستهلاكية قليلة الثمن تتوافر بمختلف المتاجر، بينما الفاخرة التي تتطلب مستوى دخل مرتفع، تقل أماكن توزيعها، وتقتصر على بعض المناطق.

كما يتم تحديد أماكن التوزيع أيضا بناء على مناطق تواجد الجمهور المستهدف، فيكون الهدف من تضمين المكان كجزء من الاستراتيجية التسويقية للسلعة، هو وضعها أمام أكبر عدد ممكن من الزبائن المحتملين.

تتضمن هذه الخطوة أيضا مراجعة ممارسات المنافسين، والمتعلقة بطريقة توزيعهم لمنتجاتهم على تجار التجزئة.

تتنوع هذه الطرق ما بين إرسال مندوبي التسويق، والمشاركة في المعارض، وإرسال العينات، وتوزيع الكتالوجات.

رابعا: الترويج

يُعرف أيضا باسم المزيج الترويجي، ويضم (٤) عناصر هي:

• العلاقات العامة: وهي كافة العمليات الاتصالية التي تتم بين العلامة التجارية، والعامة، وتكون -في الغالب- غير مدفوعة، وذلك من أجل تحسين صورتها، وبناء سمعة طيبة لها.
• الإعلان: قد يكون أحد أشكاله التقليدية من إعلانات الجرائد، والراديو، والتلفزيون، أو مستخدما الوسائل الرقمية من إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، وغيرها.
• البيع الشخصي: هو أقل هذه العناصر تكلفة، ويقصد بها المقابلات المباشرة بين العميل، والبائع، بهدف إقناعه بالشراء.
• العروض الترويجية: هي تخفيضات تتم على سعر المنتج لفترة معينة، بهدف زيادة نسبة المبيعات، وتستخدم في حالة وجود منافسة.

يهدف الترويج إلى تزكية المنتج لدى الجمهور، وإعطائه سببا لشرائه؛ لذا فمن الضروري تخصيص ميزانية كافية لهذا البند.

يتضمن هذا الجانب تحديد الرسالة الاتصالية، والقنوات المستخدمة في نقلها، وأي عناصر المزيج الترويجي سيتم تطويعه.

كما يشمل دراسة الأنشطة الترويجية للمنافسين، كذلك المناسبات، والمواسم التي يمكن عمل عروض ترويجية بها.

خامسا: الدليل المادي

هو كافة الأشياء الحسية؛ سواء مرئية أو ملموسة، والتي تمثل العلامة التجارية، وتكون دليلا على وجودها.

يعد ترتيب المتجر، وتصميمه دليلا ماديا، كذلك كتيبات الشركة، وطريقة تغليف المنتجات، وشكل الفواتير، كما يضم رمز الشركة، ومقرها، واللافتات الخاصة بها، وحساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

ينقسم إلى نوعين؛ أحدهم يتعامل مع العميل عند شراء السلعة، والثاني عندما يحتك بالعلامة التجارية قبل الإقدام على الشراء.

من الملاحظ أن الدليل المادي يساهم -بشكل كبير- في خلق الوعي بالعلامة التجارية، وتحديد وضعها في السوق.

فمثلا إذا كنت تملك مطعما يقدم وجبات غالية الثمن، وتريده أن يصنف كخمس نجوم، عليك الاهتمام بالديكور، وأدوات المائدة، والمرافق، وغيرها.

سادسا: العامل البشري

يرتبط جزء كبير من نجاح الشركة بمدى تفوق موظفيها؛ سواء كانوا مشاركين في إنتاج السلعة، أو بيعها للجمهور.

فمثلا إذا لم يكن لديك موظفين قادرين على حل المشاكل التقنية لأحد منتجاتك، سوف يتجنب الناس شراءه.

كذلك الحال إذا لم يكن لديك خدمة عملاء مميزة، فإن عملاءك سيتجهون لاستبدال خدماتك بخدمات المنافسين.

يتضمن العنصر البشري كل من البائعين، وخدمة العملاء، والمديرين، والمدربين، وصانعي المنتج، والفنيين، وغيرهم.

سابعا: العمليات

هي الخبرة التي تحصل عليها عند شرائك لمنتج ما، أو حصولك على خدمة معينة، وإن كانت تختص بالقطاع الخدمي بنسبة أكبر.

فمثلا عند دخولك لمتجر ملابس، فإن ترحيب البائعين بك يعد عملية، وخبرتك عند طلب المساعدة من أحدهم يعد عملية أخرى.

ثم عندما تذهب للدفع، فتلك عملية ثالثة، وخبراتك مجتمعة خلال هذه العمليات الثلاثة تحدد مدى رضائك عن العلامة التجارية.

استخدامات عناصر المزيج التسويقي

يخدم هذا المزيج الخطة التسويقية عند وضعها، حيث يُستعان به في عمل تحليل “SWOT“، ووضع الأهداف التسويقية، وتحليل المنافسين.

أولا: تحليل “SWOT“

يعرف بأنه تحديد لعناصر القوة، والضعف للعلامة التجارية، وفرص نموها، والتهديدات التي تواجهها.

إن دراستك لعناصر المزيج ربما يكون مصدر إلهام لك، لمعرفة فرصك، ونقاط ضعفك.

فمثلا عند دراستك لاستراتيجيات التسعير، وأسعار المنافسين، قد تجد أن لديك فرصة للاستحواذ على السوق، من خلال أسعار أقل قليلا.

كما يمكنك تعريف نقاط ضعفك بأن المنتج الذي تقدمه حديث نسبيا في السوق مثلا، وغير معروف لدى الجماهير.

ثانيا: دراسة المنافسين

إن جزء كبير من الدراسة التي تقوم بها لعمل هذا المزيج تعني بدراسة المنافسين.

فعند دراستك للمنتج، تحدد القيمة التنافسية التي تتفرد بها، كذلك عند دراسة السعر، تشمل أسعار المنافسين، كما تتضمن العروض الترويجية التي يقوموا بها، وطرق توزيعهم للسلع.

هكذا تسهل عليك عملية إعداد الملف الخاص بالمنافسين فيما بعد، وذلك عند وضعك للخطة التسويقية.

ثالثا: الأهداف التسويقية

تتضمن الخطة الناجحة أهداف محددة، وواقعية، وحتى يتثنى لك ذلك، عليك دراسة أرض الواقع أولا، أو في عبارة أخرى السوق الحالي.

تعد دراسات السوق -التي يشملها المزيج- كافية لإعطائك صورة واضحة ومحددة، تساعدك في توقع المستقبل، ووضع الأهداف التسويقية في إطاره.

عناصر المزيج التسويقي في شركة المراعي

تستهدف هذه الشركة العائلة بمختلف فئاتها العمرية، ليشكلوا جمهورها المستهدف، حيث يتكون المزيج التسويقي للمراعي من أربعة عناصر.

المنتج عند شركة المراعي

تتنوع منتجاتها بين (٤) فئات رئيسية:

• ألبان وعصائر، وهي الأساس الذي قامت عليه الشركة، حيث تسجل هذه السلع النسبة الأكبر من مبيعاتها.
• المخبوزات، من خلال علامتي “لوزين“، و”سفن دايز“، والتي تشمل المعمول، والكعك، وألوان أخرى من الحلوى.
• الدواجن، والتي تنتجها بأطعمة مختلفة؛ لترضي جميع الأذواق من خلفيات ثقافية متنوعة للقائمين بالمملكة.
• غذاء الرُضع، وبه عناصر غذائية متكاملة، ويشكل النسبة الأقل من أرباحها.

تعد منتجات الألبان هي الأكثر طلبا، كما يزداد الطلب عليها خلال فصل الصيف، وشهر رمضان، وموسم الحج، لذا تراعي هذا الأمر في حجم إنتاجها خلال هذه المواسم.

أيضا يتأثر حجم إنتاجها من الدواجن بانخفاض معدلات الاستهلاك في الصيف؛ نظرا لزيادة عدد المسافرين خارج المملكة.

كذلك توزع جميع منتجاتها بدول الخليج العربي فقط، فيما عدا الألبان، والعصائر؛ حيث تنتجهم وتوزعهم في مصر، والأردن أيضا.

يرجع هذا الأمر إلى مراعاتها لاحتياجات الجمهور بهذه الدول، ومدى تناسب نوعية المنتجات، وسعرها مع مستوى المعيشة السائد بكل دولة.

ربما لاحظت أيضا أنها عندما دخلت إلى سوق جديد، كالمخبوزات، فضلت الشراكات في البداية؛ وذلك لمعرفة السوق بشكل أكبر، قبل امتلاكها للشركة بأكملها.

أسماء وتصميمات علاماتها التجارية

اختارت أسماء لعلامات المخبوزات توحي بالطاقة؛ فاسم “سفن دايز” يوحي بالقدرة على العمل طوال الأسبوع، بينما “لوزين” تعني مصنع بالفرنسية؛ بما يوحي بالطاقة والنشاط.

كما اختارت اسم “اليوم” لدواجنها؛ لتعبر عن إنها طازجة، فهذه إحدى القيم التنافسية للشركة، أما العلامة “نيورالاك” فاسمها مشتق من “نورا“، وهو اسم معروف بالسعودية، ليكون قريبا من الجمهور.

استخدمت ألوان شعارات توحي بالبهجة، والنقاء؛ حيث اعتمدت اللونان الأخضر والأزرق لتعبر عن إن منتجاتها مصدرها الطبيعة.

التسعير عند شركة المراعي

اعتمدت سياسة تسعير قائمة على الأسعار التي يقدمها المنافسين، ولعل أبرزهم علامة “الصافي دانون“.

لذا تحاول أن تكون أسعارها إما أعلى أو أقل قليلا من أسعارهم؛ لتضمن ولاء الجمهور لها، فأسعارها في متناول الجميع، لكنها رفعت أسعارها قليلا مؤخرا، بما يتماشى مع ارتفاع الأسعار عالميا.

هكذا استطاعت أن تؤكد لجمهورها أنها تستورد كافة خاماتها من الخارج، وأنها تهتم بالجودة التي هي القيمة التنافسية الأساسية للشركة.

من ناحية أخرى، تقدم للجمهور إمكانية خفض قيمة التكلفة؛ حيث أن عند شرائهم لأحجام أكبر، يقل سعر اللتر.

التوزيع عند شركة المراعي

توزع منتجات الألبان، والعصائر في مصر، والأردن، بالإضافة إلى دول الخليج، أما باقي منتجاتها فتوزعها فقط بدول مجلس التعاون الخليجي.

حيث أن للشركة خط إنتاج، وتوزيع خاص بها بهذه الدول، وتعني بالتعامل مع صغار تجار التجزئة، وكبار سلاسل السوبر ماركت، والتي تقصدها الأسر لسد احتياجاتها.

الترويج لشركة المراعي

نظرا للتنافس الكبير في مجال السلع الاستهلاكية، لجأت إلى الإعلانات التلفزيونية كوسيلة أساسية للوصول إلى شريحة كبيرة من الجمهور.

تتسم إعلاناتها بجو عائلي، كذلك تبرز المنافع التي سيحصل عليها المستهلك من جراء تناوله لهذه المشروبات، والأطعمة.

بالطبع، تقوم إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، وقناتها باليوتيوب بدور تكميلي؛ لنشر الوعي بالعلامة التجارية.

من ناحية أخرى، تمارس المراعي شكلا من أشكال العلاقات العامة، من خلال دعم الأنشطة الخيرية، وبعض الفاعليات.

حيث تشارك في رعاية الأنشطة الرياضية المحلية؛ لتأكيد دورها في الاهتمام بصحة المواطنين، بما يضمن ولاء الجمهور لها، وثقتهم الدائمة بها.

حصلت المراعي على عدة جوائز

فازت الشركة بالعديد من الشهادات والجوائز؛ بعضها يختص بالتسويق، والآخر بمجال الأعمال، كما أن بعضها ذو علاقة بالجودة، والآخر يتعلق بالمسؤولية المجتمعية، حيث يعد هذا دليلا لنجاح المزيج التسويقي لشركة المراعي.

أولا: في مجال الجودة

تعتبر “الأيزو” هي الأشهر بهذا النطاق؛ حيث فازت بشهادة “ISO 9001“، وشهادة “ISO 22000” للمحاصيل الزراعية.

كذلك حصل قطاع الدواجن بها على شهادة “ISO 22000” في عام ٢٠١١.

وذلك بالإضافة إلى جوائز “التميز في الألبان“، و”أفضل شركة غذائية في الشرق الأوسط“، و”الأفضل عالميا بين شركات الأغذية” من “يوجيف“.

ثانيا: بقطاع الشركات والأعمال

تُصنَف بقوائم “فوربس“ ضمن أفضل (١٠٠) شركة بالشرق الأوسط، وكواحدة من أكبر الشركات العالمية، وأكثرها ابتكارا، وذلك بأعوام ٢٠١٧، ٢٠٢٠.

كما حصلت منها على تصنيف أفضل الشركات تقديرا في العالم، لأعوام ٢٠١٧، ٢٠١٩.

تنضم لهذه القوائم، تصنيفها ضمن أفضل (١٠٠) شركة تنافسية في العالم، وذلك طبقا لمؤسسة “بوسطن كونسلتنج جروب” عام ٢٠١٨.

كذلك تم تسجيل برنامج الصكوك الخاص بها ضمن أفضل البرامج، وفقا لعدد من المؤسسات العاملة في هذا المجال.

منحتها أيضا “جمعية علاقات المستثمرين بالشرق الأوسط” لقب “أفضل شركة في علاقات المساهمين“.

ثالثا: بمجال التسويق والعلامات التجارية

حصدت ألقاب “أفضل علامة تجارية“، و”الاختيار الأول للنساء” من “براند إندكس“، و”اختيار المستهلكين” من “سوبر براندز“.

كما تم تصنيفها كرابع أكبر علامة تجارية بالسعودية من “براندز“، وكالعلامة الأكثر تأثيرا في السعودية من “إبسوس“.

بينما فيما يتعلق بتصنيفات ولاء العملاء، نالت المركز الأول بالمملكة وفقا لمؤسسة “يوجف“.

أما بالنسبة لقوائم “كنتار براندز“، فازت الشركة بالعلامة الأكثر اختيارا في المملكة، والأكبر في قيمة السلع الغذائية.

كما حصدت المركز السابع كأكبر علامة تجارية للألبان، طبقا لتصنيف “براندز فاينانس“.

رابعا: جوائز المسؤولية المجتمعية

أدركت أهمية القيام بدور مجتمعي، جنبا إلى جانب تحقيق مبيعات؛ فكان دورها بمجالات التوعية، والتوظيف، والاستدامة، هكذا حصدت جوائز عديدة في هذا الصدد.

من أمثلة ذلك، لقب “بيئة التوظيف الأفضل في ثقافة التعليم والسعادة” من منصة “لنكد إن“.

كذلك جائزة “توعية المجتمع” من “كوتلر“، و”المركز الأول في الاستدامة” من “أي.إس.جي إنفست السعودية“.

كما كرمتها وزارة الصحة السعودية كصاحبة أفضل مبادرة صحية للموظفين، ومنحتها مؤسسة “كان ليونز” جائزة المسؤولية الاجتماعية لحملة الرضاعة الطبيعية.

الخُلاصة

يجب استخدام كافة العناصر التسويقية من المنتج، والسعر، والترويج، ومكان التوزيع، بالإضافة إلى الدليل المادي، والموظفين، والعمليات المتضمنة عند الشراء.

حيث تكمل هذه الأشياء بعضها؛ بما يضمن النجاح للخطة التسويقية؛ لذا لابد من وضعها بناء على دراسات متعلقة بالجمهور، بما يجعلها تلبي احتياجاته.

كان التزام شركة المراعي بهذا المزيج التسويقي المتنوع سببا في مساعدتها في مواصلة النجاح، والاستحواذ على المزيد من الشركات.

وذلك بالرغم من التنافسية العالية في مجالها، وقيامها برفع أسعارها عن المنافسين، إلا أن جودة المراعي لاتزال تستحق الثقة، فهل تعرف شركة أخرى قادها المزيج التسويقي إلى تحقيق النجاح؟