لماذا تراجعت الولايات المتحدة عن فرض عقوبات هواوي الصينية؟
بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد فرضت بعض العقوبات الاقتصادية على شركة “هواوي-Huawei” الصينية؛ فقد تراجعت عن عقوبات هواوي لفترة.
فطبقاً لوكالة “رويترز” فإن وزارة التجارة الأمريكية قد قررت أن تعطي مهلة مؤقتة لهواوي حتى تستطيع الوصول لمنتجات شركات أمريكية خاصة بالتوريد.
تعتبر تلك المهلة السبيل الوحيد للشركة حتى تستطيع خدمة عملائها الحاليين من حول العالم.
لقد كانت الوزارة الأمريكية قد سمحت لشركة هواوي بالتعامل مع الشركات الأمريكية بعد إدراجها للشركة الصينية على قائمتها الاقتصادية السوداء، لقد قامت بذلك نتيجة لوجود العديد من المواطنين الأمريكيين من منطقة الريف الأمريكي الذين قد يتأثرون بهذه العقوبات.
من المتوقع أن تنتهي المهلة التي أعطتها الولايات المتحدة للشركة في غضون أيام؛ كانت قد جاءت هذه المهلة لتتمكن شركة هواوي من تطوير تحديثات أجهزتها الحالية و الوصول إلى شبكات الاتصالات المختلفة.
يذكر أن المصادر كانت قد صرحت بأن مهلة “الترخيص المؤقت” المزعوم التي أعطته الولايات المتحدة للشركة يمتد لمدة “90 يوماً“؛ لقد صرح وزير التجارة الأمريكية بتمديد هذه المدة لمرة إضافية في التاسع عشر من أغسطس.
تتوقع مصادر في وكالة رويترز أن الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قد يسعى إلى لقاء مترقب خلال أيام مع نظيره رئيس جمهورية الصين الشعبية “تشي جين بينج” للسعي إلى حل تلك الأزمة.
كان قد التقى الرئيسان من قبل يونيو الماضي للحديث عن التجارة ما بين الولايات المتحدة و الصين و كان على رأس الأولويات أزمة شركة هواوي.
على الجانب الآخر لم تعلق شركة هواوي حتى الآن على هذا التراجع الأمريكي المفاجئ كما لم يصدر أي تصريح من قبل وزارة الخارجية الصينية.
أيضاً لم يصدر أي تعقيب من قبل وزارة التجارة الأمريكية عن تصريحات الوزير “ويلبور روس” التي أعلنها عبر قناة “سي إن بي سي- CNBC” التليفزيونية منذ عدة أيام.
يعتقد أن هذا التراجع قد يكون خطوة من قبل الولايات المتحدة لإضافة بعض المرونة إلى العلاقات التجارية المتبادلة مع الصين؛ طبقاً لما يثار فإن الولايات المتحدة تعتبر إصدار “الرخصة” لهواوي مجال للمساومة خلال المفاوضات القادمة.
كانت بداية أزمة هواوي عندما انتشرت أخبار عن احتمالية تجسس هواوي على مستخدميها مطلع العام الحالي؛ قد قابلت الحكومة الصينية هذه الأخبار “المزعومة” على حد قولها بأن الولايات المتحدة تسعى إلى الحد من تطورها التكنولوجي عن طريق إنتاجها للهواتف الذكية المتمثلة في شركة هواوي.
قامت شركة هواوي في المقابل بالرد على ذلك بأنها تنفي كل تلك الاتهامات و أنها ليست سلاحاً “لبكين” للتجسس على الدول الأجنبية.
مما ترتب على ذلك فرض الكثير من العقوبات على الشركة من قبل عدة دول أجنبية في مقدمتها بالطبع “الولايات المتحدة و بريطانيا“.
قد يعتقد أن شركة هواوي فيما بعد قد لا تحتاج إلى طلب إصدار بعض التصاريح الخاصة لتتمكن من الحصول على المنتجات الأمريكية الصنع من قطع غيار التي تستخدمها في تصنيع هواتفها النقالة الذكية.
تعتبر شركة هواوي الصينية من أشهر الشركات المنتجة للهواتف المحمولة و الأجهزة اللوحية و أجهزة الكمبيوتر المحمولة التي تأسست منذ “عام 1987“.
طبقاً للاحصائيات عام 2018 فإن هواوي تضم أكثر من “مئة و ثمانين ألف” موظف و عامل منهم حوالي أكثر من سبعين ألف موظف في قسم التطوير و البحث.
تنتشر منتجات الشركة في أسواق أكثر من مئة دولة حول العالم.
قد قدرت الأرباح السنوية للشركة الصينية في عام 2018 ب “108 مليار دولار أمريكي” بنسبة زيادة “21 بالمئة” عن عام 2017؛ وفي نفس العام قد استثمرت الشركة حوالي “13 مليار دولار أمريكي” في تطوير منتجاتها.
بعد سماعك لتلك الأخبار هل تظن أن الولايات المتحدة ستسعى لحل تلك الأزمة بشكل سريع؟
مصدر الصورة: موقع RT