قصة نجاح خبز صاج
الطبخ سر حياتى.
” محمد احمد “.. خريج معهد كمبيوتر, 17 عام فى مجال المطابخ.
سبب بدايه حبى فى مجال الطبخ ” والدى “.. احببت كثيرا طريقه تحضيره للطعام, بالنسبه لى كان افضل فنان فى عالم المطبخ “رحمه الله “.
لابدأ مسيرتى مع مطبخ ” سان جوفانى “.. خالى كان يعمل بهذا المكان, و عندما كنت ازوره لبعض المرات دخلت الى المطبخ.
كان مبهر بطريقه غير متوقعه, جعلنى ارغب فى ان اكون جزء من هذا المكان.. بالطبع جائنى الرد من خالى بالرفض التام فى حين اننا نتمتلك مشروع العائله و هو ” شركه سياحه ” يجب ان اساعد العائله فى ذلك , فهذا المستقبل المؤمن لى .. و كيف لى ان اتركه بمنتهى السهوله ؟!.
لكننى اصررت على موقفى و بعد عناء تم الموافقه, استمريت فى هذا المكان لسنتين ثم اصبحت ادير مطعم ايطالى فى كارفور .. و بعدها الاتجاه الى ” الكويت ” و ” السعوديه, جده “.
و بعد هذه الرحله الطويله و الخبرات المختلفه, اردت العوده الى بلدى مره اخرى.. اريد بناء شئ خاص بى, لنقول اكتفيت من كل شئ فعلته فى الخارج من بدايه مطاعم جديده و ادارتها بالكامل خلال السنين الماضيه, و قد حانت الخطوه الجديده الان.
اول مكان لى افتتحه كان فى منطقه “شدس”, تقريبا متر و نص فى متر وو نص, بدأت بـ سندوتشات جبنه على الطريقه الخليجه لكنها لم تجدى منفعه, بدأت بالتعديل مجددا ليكون اول شئ “فراخ ميكسكانا” و كان الشئ الوحيد فى المينو.. لكنها احضرت اقبال عالى من الزبائن.
و هذه كانت اول خطوه لاختراع اشياء جديده مع الفراخ ” صوص شبت, ليمون, نعناع, ثم السى فود”, كان يساعدنى اشخاص ايضا فى التذوق ” د/اسلام ” و ” محمد ” رأيهم شئ مهم جداا بالنسبه لى.
كانت خطوه مهمه بالتأكيد, لكنها اشد صعوبه من الخيال.. تقف الان امام العالم وحدك, تحاربه بمعنى الكلمه, لتثبت فقط انك مازالت قادر على تحقيق الاحلام.
بداجل هذا المطعم الصغير, كنت افعل كل شئ وحدى, كتحضير الطعام, توصيل الطلبات, حتى اننى اجهز الخبز بنفسى … كل شئ يختصر فقط على وجودى.
اول 6 شهور كنت ادفع الايجار من جيبى.. لم يكن هذا بسيط, لكن ياااه اذا حصلت على مكسب زياده فى اليوم!! كنت فى شده السعاده, سعيد بالفعل.. لا يهم قله العائد المادى, الاحساس بالفوز اهم شئ ف الحياه.
لا يهمنى اذا استمريت فى العمل الى الصباح.. اريد فقط النجاح
بعد هذا الفرع بدأت انشاء فرع اخر بـ ” كفر عبده ” و هذا تقريبا بعد سنه ثم بعدها بـ 6 شهور افتتحت فى مارينا خمسه, لم يكن لفتره كبيره فقط شهرين خلال الصيف.. ثم الاشتراك فى خان اسيا لكنه مع الاسف لم يكتمل.
كانت الامور تسير الى هنا على مايرام, حتى جائنى قرار اغلاق فرع كفر عبده, حاولت.. حاولت اكثر من مره تحسين الوضع لكن مع الاسف فشلت كثيرا.
و قبل صدور هذا القرار, كان تم اغلاق فرع “شدس” بسبب غلاء الاسعار فى هذا الوقت, حتى العمل لم يكن جيدا كما كان فى السابق.
بعد هذا الاحباط الكبير من الحياه و الذى لم يقتصر على الاغلاق.. لكن اكتمل بوجود اصدقاء تريد فقط لك الخساره, ان تكون لا شئ ولا تحصل على اى شئ !!
يقولون لى دائما هذا الطعام ليس جيد, يجب ان تتوقف الان, اعمل شئ اخر, يتدخلون فى طريقه تقديم الطعام, لا شئ يعجبهم ابدا.. الاحباط سر حياتهم و لكنه صعب تدميرى ايضاً.
اكملت عملى مجددا دون الانصات الى احد, اعرف ما اقدمه و اثق فيه, حتى اختراعات الثلاثاء احبها و بشده, الزبائن تجئ مخصوص من اجل هذا اليوم فقط, اخترع فيه اشياء جديده و تحدث مره واحده فقط مثل فراخ بصوص البلح, كاجو, تين شوكى, حرنكش.
التوقف عن العمل و الحلم لم يكن ابدا من طبعى.. بدات من جديد بمكان فى سموحه لكن المده كانت صغيره شهر و 10 ايام, وكان هذا لبدأيه تحضير عربات للوقوف بها فى الشارع.. فى الحقيقه تسرعت قليلا عندما قررت فتح هذا المكان لانه كان صغيرا بالفعل.
و بعد انشاء العربات اصبحت اواجه الشرطه اكثر من مره, كانت تحاول توقيفى عن العمل اكثر من مره لعدم وجود رخصه.. و بعد ان احضرتها اصبح من الصعب تقيفى عن شئ.
كنت افكر كثيرا فى كم المعاناه التى اعيشها بين اليوم و الاخر.. فى حين يوجد اشخاص تعانى اكثر منى, فكرت ايضا بحال الشباب التى لم تأخذ تراخيص بعد و تتمنى ان تعمل فى اى وقت و اى مكان!.
من هنا جاءت فكره ” شارع اسكندريه ”
شارع يتكون من مطاعم مختلفه فى شكل عربات كثيره تجاور بعضها البعض بأكلات مميزه و غريبه, بدأت فى التحطيط للفكره و محاوله توصيلها الى جهات حكوميه مهمه.
و بعد موافقة محافظة الإسكندرية على تخصيص شارع لاحتواء عربات المأكولات المتنقلة، وتجميعها في شارع واحد مخصص لهم، بدلًا من معاناتهم وشكواهم المتكررة من عمليات الإزالة التي تجعلهم يخاطرون بوقوفهم في الشارع بحثًا عن لقمة العيش وتهديدًا من حملات الإزالة المتكررة.
وقع الاختيار على شارع “المقابر” وهو الشارع الملاصق لمقابر المسيحيين بمنطقة الشاطبي، بحي وسط، إذ إنه دائما ما يتسم هذا الشارع بالهدوء وقلة المارة فيه والذي ينتهي وجودهم بغياب النهار ولا يقتصر سوى على سير السيارات.
و هذا كان من النجاحات الكبيره فى حياتى, سوف اساعد الكثير من الشباب بهذا القرار, كل الاحلام سوف تتحقق.. فهذا هو الاهم.
لم تنتهى الخطط الى هنا او بالتحديد عند العربه, المشاريع الجديده تتقترب لى الان, و منها افتتاح مكان جديد بشارع فؤاد .. قريبا بأذن الله
السبب الرئيسى فى كل هذه الانجازات شخص واحد فقط ” امى “, كل شئ تساعدنى فيه حرفياً, لم اجد شخص فى مثل قوتها و احتواها لفكره عملى و صعوبته فى البدايه, بدون امى و دعواتها لما كنت فى هذا المكان الان!.
و بالطبع مازالت احلم بأشياء اخرى, فروع اخرى هنا و هناك, اشخاص تمسك الاداره حتى اتقدم فى عملى اكثر, اريد ان احصل على افضل الاشياء, بالتأكيد هذا ما استجقه بعد تعب سنين .. لا يوجد شئ سهل المنال فى الحياه.
يجب ان تتعب اكثر من ذلك و تفعل كل شئ بنفسك فى البدايه حتى تعرف المعنى الثمين للنجاح.
و تذكر دائما ان “وراء كل نجاح صديق فاسد”