الذكاء العاطفي في العمل وأثره على نجاحك وتطورك في بيئة العمل
هل صادفت أشخاص أذكياء جداً بل وعباقرة ولكنهم غير ناجحين؟
هل تساءلت كيف لشخص بكل هذا الذكاء أن يكون فاشل في عمله؟
في حين أن آخر أقل منه ذكاء ولكنه أكثر نجاحًا منه!
ربما يكون لديه الكثير من مقومات النجاح ليصبح شخص ناجح.
لكنة ينقصه شيء مهم جدا ألا وهو “مهارات الذكاء العاطفي في العمل”.
تلك المهارة التي بإمكانها أن توصلك إلى القمة.
أو من دونها تظل تنظر إلى القمة وتسأل نفسك “أنا أستحق أن أكون هناك فلماذا لا أصل؟“.
إذا فما هو تعريف الذكاء العاطفي في العمل؟ وكيف يمكنك اكتساب هذه المهارات؟
الذكاء العاطفي
الذكاء العاطفي ويعرف أيضًا بـ” Emotional Intelligence – EQ”
يعرّف الذكاء العاطفي على إنه قدرة الإنسان على فهم ذاته ومشاعره، وكذلك مشاعر الآخرين.
والقدرة على إدارة تلك المشاعر والانفعالات بطريقة فعالة وايجابية، بناءًا على فهمه لذاته ولغيره.
كما يتضمن أيضًا استخدام هذا الفهم في اتخاذ القرارات، حل المشكلات، والتواصل مع الآخرين.
ولكن علينا أن ننتبه فهذا لا يعني إطلاقا الاعتماد الكلي على المشاعر وإلغاء إعمال العقل.
ولكن يجب استخدامهما معا بالتوازي.
وذلك أثناء قيامنا باتخاذ قرارات في العمل، حل المشكلات، التصرف وقت الأزمات، والتواصل مع الآخرين.
فالأمر يعتمد على إلى أي درجة أنت قادر على توظيف مشاعرك بالشكل الصحيح.
فبتحقيق التوازن بين العقل والقلب معا نصل إلى أفضل الحلول، أصح القرارات، وتواصل أنجح مع الآخرين.
أثبتت بعض الدراسات أن الموظفين الذين يمتلكون نسبة أعلى من الذكاء العاطفي يميلون إلى الوصول لمكانة أعلى في:
- الأداء الشخصي.
- قدرات القيادة.
- التصرف وقت ضغوط العمل.
دراسات أخرى ربطت بين التمتع بذكاء عاطفي أعلى وبين القدرة على الإشباع الوظيفة والأداء الوظيفي ككل.
إلى أي درجة يكون الذكاء العاطفي في العمل مثمر
في كتاب “الذكاء العاطفي (لماذا قد يهم أكثر من الذكاء المنطقي IQ)” الذي كتبه “دانيل جولمان – Daniel Goleman” ونشر عام “1995“.
حيث ناقش “دانيل” في الكتاب الشهير أن الذكاء العاطفي قد يكون في نفس أهمية الذكاء العقلي “IQ” إن لم يكن أكثر أهمية منه.
وذلك بوجه خاص في بيئة العمل؛ فبينما كان الذكاء العقلي مرتبط بالنجاح في الإدارة ولكنه وحده لا يكفي.
فالأشخاص الناجحين في عملهم ليسوا فقط أذكياء، فهم أيضًا يمتلكون قدر كبير من الذكاء العاطفي.
كيف يؤثر الذكاء العاطفي على العمل؟
يعتقد باحثون أن الذكاء العاطفي يتحكم في طريقة تعامل الموظفين مع زملائهم في العمل.
وكذلك علاقاتهم بمدراءهم في مكان العمل؛ كما يؤثر ذكائهم العاطفي على إدارة الضغوط، والنزاعات، وكذلك الأداء الوظيفي بشكل عام.
وحسب كلام “دانيل جولمان” في كتابه، فإن الزبائن يميلون لإنفاق “23%” أكثر إذا استخدم خبراء المبيعات الذكاء العاطفي.
طبقًا لاستطلاع رأي لبعض مسئولي التوظيف، أكد “75%” منهم أنهم يفضلون الذكاء العاطفي على الذكاء العقلي.
وذلك أثناء عملية اختيارهم للموظفين؛ حيث يفضلون الأشخاص أصحاب النسبة العالية من الذكاء العاطفي.
الذكاء العاطفي يحسن من مهارات التواصل، مهارات الإدارة، حل المشكلات، وعلاقاتك داخل بيئة العمل.
مما يخلق جو صحي ومثالي داخل بيئة العمل؛ حيث يعمل الموظفون في جو مريح نفسياً.
وذلك يجعل سير العمل يتم بكفاءة أعلى، ويزيد من فرص الإبداع واختلاق أفكار جديدة.
فنحن بشر ولسنا بآلات، وطبيعي أن نتفاعل مع بعضنا البعض، نحزن، نفرح، نستاء، نتألم.
وكل هذه المشاعر تؤثر علينا كما تؤثر على أدائنا في بيئة العمل.
وتفهمنا لمشاعرنا تلك وكذلك مشاعر الآخرين؛ وحسن تعاملنا معها والقدرة على إدارتها على الوجه الأمثل هو أمر في غاية الأهمية.
فإن استطعت فعل ذلك، فتهانينا لك فأنت شخص يمتلك مهارة الذكاء العاطفي.
وبالتالي تمتلك سبب رئيسي ومهم جداً من أسباب النجاح في بيئة العمل.
وأنت شخص مؤثر بإيجابية في محيطك وفي تعاملاتك مع الآخرين وبالتالي محبوب وموثوق بك.
مما يزيد من فرص ترقيك في العمل لثقة المدراء بك؛ وإن كنت مدير فلا شك أن الموظفين يحبونك ويحترمونك.
وإن لاحظت أن لديك بعض القصور في هذه المهارة فتعال لنتعلم سويًا كيف يمكنك اكتسابها.
كيف تكتسب مهارات الذكاء العاطفي في العمل
تنقسم مهارات الذكاء العاطفي إلى خمس مهارات.
إذا اكتسبتها تزيد من ذكائك العاطفي وبالتالي نجاحك في بيئة العمل وفي الحياة بوجه عام.
مهارات الذكاء العاطفي طبقا لما قدمه “جولمان” في كتابه:
- الوعي الذاتي (Self Awareness)
- التحكم في المشاعر (Managing Emotions)
- التحفيز الذاتي (Self Motivation)
- إدراك مشاعر الآخرين (Recognition Others Emotions)
- إدارة العلاقات (Handling Relationships)
الوعي الذاتي (Self Awareness)
من أنت؟ وكيف يراك الآخرون؟ وما هو منظورك للعالم من حولك؟
عليك أن تراقب تصرفاتك وانفعالاتك في كل المواقف التي تمر بها، وعليك أن تعيها وتفهمها جيدًا.
تعرف متى تحدث هذه الانفعالات؟، وكيف تحدث؟،ولما تحدث؟
فتعرف ما يجعلك سعيد، ما قد يحزنك، وما يمكن أن يغضبك، أو يخرجك عن شعورك.
راقب نفسك وحلل تصرفاتك في المواقف المختلفة التي تمر بها خلال يومك.
لماذا تصرفت بهذه الطريقة في ذلك الموقف؟ ولما سلكت ذلك السلوك ولم تسلك آخر؟ ولماذا غضبت هنا؟ وما سبب الفرح هناك؟
ما الذي قادك للانفعال في هذا الموقف؟
كما عليك التحدث مع الآخرين وتنبيههم بما قد يؤذيك، كما تعرفهم على ما يسعدك أيضًا.
فليس من المفترض أن يفهموا احتياجاتك ومتطلباتك طوال الوقت بمفردهم.
فتخيل معي أن بائع يحمل صندوق به البضاعة التي يبيعها، ويسير بين الناس وصندوقه مغلق، وهو لا يتحدث إليهم أو يخبرهم عما يبيع.
وبعد ذلك يغضب كثيرًا ويحزن لأن لا أحد يشتري منه.
ولكن كيف لهم أن يعرفوا أنه يبيع شيء ما دون أن يخبرهم هو أو حتى يفتح لهم صندوقه.
فهل أخبرتهم بما يؤذيك؟ هل فتحت لهم صندوقك؟ إذا كيف لهم أن يفهموا ذلك؟
حاول دائمًا توضيح موقفك من أفعال الآخرين نحوك بكل ود، عليك فقط لفت انتباههم.
ليتجنبوا ما يؤذيك ويعتمدون ما يريحك ويسعدك لتحصلوا معًا على علاقة سوية.
ومن خلال وعيك لذاتك عليك معرفة ما تملك من نقاط قوة، وما تملك من نقاط ضعف تحتاج إلى تطوير.
والعمل على تحسين أدائك في الحياة عموماً، وبالتالي يتحسن أدائك في محيط عملك.
التحكم في المشاعر (Managing Emotions)
بعد أن تعرفت على مشاعرك وعرفت ما يسعدك وما يحزنك وما يغضبك أو يزعجك.
يأتي دور التعامل الصحيح مع تلك المشاعر والعواطف.
لتطوير مهاراتك والعمل على نقاط القوة لديك لتعزيزها، ونقاط الضعف لتحسينها.
يعتمد تحكمك في مشاعرك على تفسيرك للمؤثرات التي تحدث حولك وتفاعلك معها.
فإن استطعت تغيير تفسيرك الداخلي للمواقف المختلفة ستتمكن من السيطرة بشكل أفضل على مشاعرك.
فعلى سبيل المثال: تخيل أنك في مكان ما ووجدت شخصاً يتحدث إليك بصوت مرتفع.
فغضبت بشدة منه لأنك اعتبرت أن تصرفه هذا بمثابة إهانة لك.
ثم بدأت أنت أيضاً في رفع صوتك ومهاجمته ردًا على الإهانة التي شعرت بها.
حدث ذلك لأنك فسرت صوته العالي على أنه قلة احترام وإهانة.
ولكن هل فكرت أن هذا الرجل يمكن أن يكون لديه مشكلة في السمع مثلاً.
فلا يستطيع أن يسمع الأصوات جيداً.
وبالتالي فهو عندما يتحدث بصوت طبيعي لا يسمع نفسه ويعتقد أنك كذلك لا تسمعه.
فيضطر أن يرفع صوته ليجعلك تسمعه جيداً.
وربما كانت هذه طبيعته فهو أصلاً صوته مرتفع بطبيعة الحال.
فعندما يتحدث بصوت مرتفع فهو لا يقصد من وراء ذلك أي نوع من الإهانة.
كيف يمكن التحكم في المشاعر؟
عليك دائماً أن تحاول إيجاد تفسيرًا إيجابيًا لما يحدث حولك لتتمكن من التحكم في مشاعرك بشكل أفضل.
وتأخذ وقتك للتفكير في التصرف المناسب.
وأنت غير واقع تحت تأثير أي نوع من المشاعر السلبية.
أو الانفعالات التي قد تضغط عليك وتعرقل تفكيرك.
وتدفعك للتصرف بشكل خاطئ قد تندم عليه في المستقبل.
وربما تخسر علاقات كثيرة في محيطك بسبب انسياقك وراء مشاعرك وانفعالاتك دون أدنى تفكير في العواقب.
فكل المشاعر يمكن أن تكون سلبية أو إيجابية؛ فالخوف يمكن أن يكون مفيد أحياناً.
فإذا رأيت خطر يهدد حياتك مثلاً إن لم تخف، فلن تهرب، وسوف وتفقد حياتك.
لتنجح في أمر ما تحتاج إلى مزيج من دافع للنجاح مع القليل من خوف الفشل.
فالخوف يكون صحيًا في بعض الأحيان ولكن بقدر معين فالإكثار منه مضر جدا لذا عليك توخي الحذر.
لذلك خلق الله كل هذه الأنواع من المشاعر.
فهي مفيدة ولكن إذا كانت في موضعها الصحيح وبالقدر المناسب.
وإذا تعاملنا معها بطريقة غير صحية تصبح مضرة، لذا عليك موازنة الأمور بحكمة وتريث.
التحفيز الذاتي (Self Motivation)
تحفيز الذات هو توجيه طاقاتنا وعواطفنا وتركيزنا في خدمة هدف ما.
لا تجلس مكانك وتنتظر شخص آخر يأتي ليحفزك.
وإلا فستظل جالسًا طوال حياتك منتظرًا، لا تتحرك إلى الأمام أبدًا.
فإن وجدت هذا الشخص مرة فلن تجده أخرى، فالناس ليسوا دائمين يا صديقي، فلا توقف حياتك تنتظرهم.
عليك أن تفعلها أنت بنفسك ولنفسك؛ ولا مانع أن تطلب المساعدة من الآخرين أحيانًا إن احتجت ذلك، ولكن انتبه ألا يكون اعتمادك الكلي عليهم.
فنحن بشر نضعف أحياناً ونحتاج إلى من يمد إلينا يد العون، لنخرج مما نحن فيه.
ارسم طموحك وأجعل حولك دائما أفكار إيجابية تحاوطك، لتساعدك على الوصول وتحقيق هدفك.
ضع لنفسك هدف محدد، ومحدد بفترة زمنية.
تحديد هدف واضح ومحدد يحفز الدماغ على إفراز مادة “الدوبامين” وبالتالي يعطيك طاقة وحماس وتحفيز أكبر للوصول لهدفك.
كما أن أخذ خطوة نحو هدفك ومكافأة نفسك على ما أنجزت يزيد إفراز “الدوبامين” أكثر ويزيد حافزيتك بدرجة أكبر.
كن مرنًا في سبيل تحقيق أهدافك، قسم المهمات الصعبة لمهام صغيرة لتتمكن من التعامل معها.
ومع نجاح كل مهمة صغيرة فلا مانع أن تحتفل، احتفل بما حققت وعينك على الخطوة القادمة.
إدراك مشاعر الآخرين (Recognition Others Emotions)
يبدأ الأمر من قدرتك على قراءة مشاعر الآخرين، تفهمك واستيعابك لهذه المشاعر، ثم تعاطفك معها.
فعليك أن ترى الأمور من وجهة نظر الآخر، فأحيانًا لا نرى الزاوية التي يتحدث منها الشخص الآخر.
ضع نفسك مكانه لتعرف بما يشعر وما يريد وكيف سيتصرف، التمس له العذر حتى وإن كنت ترى عكس ما يرى هو.
فنحن مختلفون ولكل منا اهتماماته وأولوياته وخلفيته الدينية والثقافية والأخلاقية والاجتماعية.
ولكل منا مخزونه الداخلي من الذكريات والمشاعر والأحداث والمواقف المختلفة التي مر بها في الماضي.
وأثرت على تكوينه العاطفي والفكري وساهمت في بناء شخصيته، وأحلامه وطموحاته، وتطلعاته للمستقبل.
فما تراه أنت هين قد يعني لي الكثير، والعكس صحيح.
فلا تسخر أو تقلل من مشاعر أي شخص، فأنت لا تحيا ما يعيشه، ولا ترى ما يرى، ولا تشعر مثلما يشعر هو.
فقط تفهم مشاعرهم، واحترمها وإن لم تفهمها أو حتى تقتنع بها.
وحاول مساعدتهم وتوجيه مشاعرهم نحو أمور أكثر إيجابية، تمكنهم من التقدم في الحياة.
إدارة العلاقات (Handling Relationships)
بفهمك لمشاعرك وإدراكك لمشاعر الآخرين وطبيعة شخصياتهم.
يمكنك التعامل مع كل شخص بأكثر طريقة تناسبه لتصل بالعلاقة في النهاية إلى أفضل حالاتها.
فكل شخص له طريقة مختلفة تناسبه حسب طباعه وتكوينه واهتماماته، وأيضاً أولوياته المختلفة عن غيره.
فإن استطعت أن تعرف أولويات وطبيعة كل شخص فسوف تتمكن من مخاطبته باللغة التي يفهمها.
لتصل معه إلى أفضل الحلول التي تناسب كل منكما وبالتالي تحقيق المكسب لكلاكما.
ولتوضيح أكثر لكيفية مخاطبة كل شخص بالطريقة التي يفهمها.
أمثلة على طريقة التعامل مع أشخاص ذوي شخصيات مختلفة
تخيل معي أن هناك ثلاثة أشخاص:
الأول: طفل صغير تريد أن تشرح له ما هو اللون الأحمر كيف يمكنك توصيل له هذه المعلومة؟
أولاً؛ ضع نفسك مكانه فهو لا يعرف الألوان وليس لديه أي فكرة عنها من قبل.
لكنه يراها ويستطيع سماعك والتحدث معك؛ بكل بساطة احضر له ورقة لونها أحمر، لعبة لونها أحمر وأشياء مختلفة تحمل اللون الأحمر.
وكرر أمامه أن هذا اللون يسمى لون أحمر؛ ثم اسأله بعد ذلك عن لون هذه الأشياء حتى تتأكد أنه استطاع تمييز اللون الأحمر.
الشخص الثاني
هو شخص كفيف أو طفل ولد كفيف ولم ير من قبل فكيف يمكنك أن تشرح له ما هو اللون الأحمر؟
كما فعلنا مع الشخص الأول ضع نفسك مكانه.
أنت الآن لا تعرف الألوان ولا يمكن أن تراها أنت فقط يمكنك أن تسمع وتحس وتتكلم.
بالطبع لن تستطيع أن تحضر لهذا الشخص ورقة أو أي شيء يحمل اللون الأحمر لأنه ببساطة لن يراه.
ولكن يمكنك أن تخاطبه باللغة التي يفهمها، فإما عن طريق الكلام أو الإحساس أو اللمس.
فمثلاً يمكنك أن تقربه من المدفئة وتجعله يشعر بحرارتها وتخبره أن اللون الأحمر يشبه ذلك الشعور.
هو لون ساخن يميل للدفيء يعبر عن النار وأي شيء يبعث حرارة كالشمس مثلاً.
الشخص الثالث
هو شخص أصم وأبكم ولد بهذه الحالة ولم يسمع أو يتكلم من قبل.
كيف يمكنك أن تشرح له ما هو اللون الأحمر؟
نتبع نفس الخطوات ضع نفسك مكانه أنت الآن لا تستطيع أن تسمع أو تتكلم.
ولكن يمكنك أن ترى، تشعر، وتلمس الأشياء من حولك.
يمكنك أن تحضر له أشياء تحمل اللون الأحمر فهو يراها، إذاً هذا يعتبر جيد جداً، الأمر سهل أليس كذلك؟
ولكن ستوجهك مشكلة، فهو بالفعل يرى اللون الأحمر ولكنه لن يسمعك عندما تخبره أن هذا اللون يسمى أحمر.
ولن يستطيع أيضاً أن ينطق اسمه؛ والحل هنا أن تخاطبه بلغة يفهمها، وفي هذه الحالة يمكنكما الاستعانة بلغة الإشارة.
وأيضاً يمكنك أن تكتب له أسم اللون، هنا أنت أردت أن توصل الرسالة نفسها في كل مرة ولكن لثلاثة أشخاص مختلفين.
لكل منهم عالمه المختلف، طبيعته، وخلفياته.
لذا كان عليك أن تدخل إلى عالم كل منهم لتستطيع أن توصل له الرسالة التي تريدها ولكن بالطريقة واللغة التي يفهمها هو.
لتصل في النهاية إلى الهدف المرجو من خلال تواصل ناجح ومجدي.
فمثلا المدير الناجح هو من يفهم موظفيه جيدًا ويعرف كيف يتعامل مع كل منهم بالطريقة التي تناسبه.
ليخرج أفضل ما عندهم ويساعدهم على تخطي المشكلات والصعوبات التي تواجههم في العمل.
مما ينعكس على كفاءة وسير العمل بشكل أفضل.
وحب الموظفين واحترامهم له واحساسهم بالألفة والانتماء أكثر إلى بيئة العمل.
وبالتالي زيادة الرغبة في تطوير وتحسين المؤسسة التي يعملون بها وحرصهم على نجاحها.
مما ينعكس بالفائدة والنفع على كل الأطراف.
وبذلك تستطيع إدارة العلاقة وتوجيهها نحو النجاح لتحقيق الغاية المرجوة منها.
الذكاء العاطفي مهارة أم موهبة
هل الذكاء العاطفي مهارة يمكن اكتسابها، أم أنه صفة نولد بها ونرثها مع جيناتنا الوراثية.
إن تلك المهارات الخمس تتكون في السنوات الأولى من حياة الطفل.
وما فقد منها ليس من السهل استدراكه.
الكثير من الآباء والأمهات يغفلون أنه حسب نوعية البيئة المحيطة، والتفاعلات التي يراها الطفل حوله ويعيشها في سنواته الأولى.
تنشط أجزاء من الدماغ وتقوي إشارات عصبية مما يؤدي إلى نمو ذلك الجزء من الدماغ.
حيث يسجل الطفل في عقله كل المشاعر والتفاعلات التي يعيشها في سنواته الأولى.
والتي تزرع بداخله مجموعة مبادئ وتصرفات تظل معه مدى الحياة.
وتصبح أساس للتعامل مع نفسه ومع الآخرين في مجتمعه.
وعندما تتكرر تلك المشاعر يكون التصرف التلقائي للشخص، عبارة عن انعكاس لتلك المشاعر من ماضيه.
فحسب علم النفس أعط ابنك رعاية واهتمام في الخمس سنوات الأولى، تكسب إنسان سوي في المستقبل.
فالأطفال هم أرض خصبة؛ ما تزرعه فيها تجنيه في المستقبل، وما تحصده يؤثر على مستقبل المجتمع ككل.
إذا فالذكاء العاطفي هو مهارة يمكن اكتسابها.
ولكن اكتسابها يكون أسهل وأكثر فاعلية في السنوات الأولى للطفل.
الخلاصة
الذكاء العاطفي يتضمن فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين وحسن إدارتها والتعامل معها.
فهو مهم جدا في بيئة العمل؛ فهو ينظم التعامل بين الموظفين وبعضهم وبين الموظفين والمديرين وكذلك العملاء.
كما أنه لا يقل أهمية عن الذكاء المنطقي بل من الممكن أن يتفوق عليه.
الذكاء العاطفي يشمل استخدام العقل والقلب معا بتوازن، في اتخاذ القرارات أو التصرف في الأمور الهامة.
مهارات الذكاء العاطفي خمسة وهم:
الوعي الذاتي ويقصد به فهم نفسك جيداً وتحليل انفعالاتك ومشاعرك.
ومعرفة لماذا تحدث هذه الانفعالات ومتى تحدث.
وذلك يأخذنا إلى المهارة التي تليها وهي التحكم في المشاعر.
فبعد فهم نفسك ومشاعرك عليك التحكم في هذه المشاعر وألا تدعها تتحكم هي فيك.
والمهارة التالية هي فهم وإدراك مشاعر الآخرين والتعاطف معها، ومعاملة كل شخص بالطريقة التي تناسبه.
وبعد ذلك يأتي تحفيز الذات، فعليك أن تحفز ذاتك ولا تنتظر أن يأتي أي شخص أو أي مؤثر خارجي ليحفزك.
ضع أهدافك وطموحاتك وحاوط نفسك بالأفكار الإيجابية التي تساعدك على الوصول لهدفك.
فهمك للآخرين ومعرفتك لطباعهم وشخصياتهم المختلفة يدفعك إلى حسن إدارة العلاقة والوصول بها إلى بر النجاح.
الذكاء العاطفي مهارة يمكن اكتسابها، ولكن اكتسابها يكون بشكل أسهل في الخمس سنوات الأولى للطفل.
الاسئلة الأكثر شيوعاً
ما هو الذكاء العاطفي؟
هو قدرة الإنسان على فهم ذاته ومشاعره، وكذلك مشاعر الآخرين.والقدرة على إدارة تلك المشاعر والانفعالات بطريقة فعالة وإيحابية، بناءًا على فهمه لذاته ولغيره.
لماذا نحتاج الذكاء العاطفي في العمل؟
يعتقد باحثون أن الذكاء العاطفي يتحكم في طريقة تعامل الموظفين مع زملائهم في العمل، وكذلك علاقاتهم بمدرائهم. كما يؤثر على إدارة الضغوط، والنزاعات، وكذلك الأداء الوظيفي بشكل عام.
كيف تكتسب مهارات الذكاء العاطفي في العمل؟
عليك أن تفهم نفسك جيدا وتفهم مشاعرك وكذلك مشاعر الآخرين وتعرف كيف تدير هذه المشاعر بطريقة فعالة وايجابية تقودك إلى تحفيز ذاتك وإدارة علاقاتك بشكل أفضل.
الذكاء العاطفي مهارة أم موهبة؟
مع أن تلك المهارات الخمس للذكاء العاطفي تتكون في السنوات الأولى من حياة الطفل وما فقد منها ليس من السهل استدراكه، ولكن الذكاء العاطفي هو مهارة يمكن اكتسابها. ولكن اكتسابها يكون أسهل وأكثر فاعلية في السنوات الأولى للطفل.
في وقتنا الحالي يعتبر الذكاء العاطفي أمراً بالغ الأهمية أثناء العمل عن بُعد. وتُعد الاستفادة من ذكائك العاطفي أثناء العمل عن بُعد أمرًا ضرورياً لمواجهة التحديات التي تنشأ أثناء العمل. ولكن قد يكون الأمر أيضًا صعبًا، خاصةً إذا كان فريقك جديدًا في العمل من المنزل أو دخل عالم العمل الافتراضي فجأة. يتمثل جزء من التحدي في أن الجزء الأكبر من تفاعلاتنا الاجتماعية وإشاراتنا غائبة عن يوم العمل البعيد – التبادلات البسيطة التي تساعدنا على التواصل على المستوى الاجتماعي العاطفي.
إذا كان لديك معدل عالٍ من الذكاء العاطفي، فأنت تميل إلى أن تكون أقل توتراً وتتواصل بشكل أفضل من نظرائك ذوي الذكاء العاطفي المنخفض لأنك تتعاطف مع الآخرين وتدير ردود أفعالك تجاه مشاعر الآخرين.
د عاطف عوض / مهاراتنا مستقبلنا
يعني ان الذكاء العاطفي هو مهارة لاتكون عند جميع الأشخاص ويمكن لاي شخص تعلمها