استديو شاهين
اسمى محمد شاهين.
ولدت فى عائله فنيه..ابى ” مصمم ازياء ” ووالدتى ماهره ايضا فى الرسم, بدأت الرسم فى سن مبكر جدا, عندما كنت بالابتدائيه, لم يتمنى فى يوم ان ادخل مجال اخر غير فنون جميله.
هو يحبه وبشده, يشجعنى عليه دائما و لكن اذا هناك ما كان يعارض سيكون مكان الجامعه , بعيد جداا عن مسكنى الاصلى ” محافظه الغربيه “.
حاولت التعامل مع الامر حتى استطعت دخول المدينه الجامعيه, كان هذا فى قمه الانجاز بالنسبه لى, استفدت كثيرا من طلاب المدينه اكثر من الجامعة نفسها.
الكليه يكون لها منهج مخصص و معاد الالاف المرات غير الخبره التى تكتسبها من الاكبر سناً, كنت اتعلم الكثير منهم حتى جعلونى الافضل بين طلاب الفرقه الاعداديه و فى سن صغير.
بعدها جاءت لى الفرصه لتقديم اعمالى فى معرض للرسم بأيطاليا كتجربه بسيطه, وجدت ان الاغلب من الطلاب يفعلون ذلك..و من ثم اختار المعرض ثلاث طلاب فقط من الكليه بأكملها, كنت انا واحد منهم, اما الجائزه كانت تجهيز معرض لأعمالنا بأيطاليا عام 2009.
هذه الفرصه اثبتت لى الكثير, اننى مازالت قادر على الحلم, لدى اعمال مهمه استطيع تنفيذها, لا يوجد لى مشابه فى الحياه.. هذا كله اعطانى ثقه كبيره فى اشياء كثيره و اعتمدت على نفسى اكثر بالتأكيد.
اكتسبت الجرأه اكثر لدخول معارض اخرى محليه و دوليه, منهم معرض شباب الجرافيك الاول بمركز تجميل المدينه 2010 و حصلت اثناءه على المركز الاول ” فنان مقيم “, بعدها شاركت فى 9 معارض بالكليه فى سنوات مختلفه.
كانت فرص عظيمه, تعطيني حياه اقوى بكثير.. بعدها جاءني فرصه الاشتراك فى معرض اجنده بمكتبه اسكندريه لثلاث سنوات متتاليه 2010,2011,2012. و بعد الانتهاء من التخرج شاركت بمعرض شباب الجرافيك الاول و الثانى بألتراسينا الفنون.
هذه المعارض ساعدتنى على الكثير من الاشياء, اهمها تكوين صوره واضحه لى فى الجامعه, اصبح هناك الكثير من دكاتره الجامعة يطالبونى بمساعدتهم كـ ” معيد منتدب “.. بالطبع وافقت عليه سيفيدنى اكيد, لكنى مع الاسف تعطلت قليلاً عنه بسبب الجيش و ضياع سنه.
حاولت فى هذه المده دراسه اشياء اخرى حتى اخرج بأقل الخسائر و هى دراسه ” concept art ” هو شئ بعيد عن الكليه تماماً, انتهيت من الجيش و قررت بعدها عدم التكمله فى الجامعه كمعيد منتدب.
جاءتنى فرصه للعمل فى شركه “Games” عملت فيها لمده من الزمن ثم بدات التفكير فى حياه مختلفه.
اريد بدايه شئ على غير العاده, يجمع الكثير من الثقافات و من خلالها ايضا اقدر على مواصله عملى ك ” free lancer “, عندما كنت بالجامعه, نلتقى بأشخاص مُلمه بثقافات مختلفه حتى و ان لم يكونوا بفنون جميله, احلم بتجميع هذه الاشياء فى مكان واحد من السهل الوصول اليه.
و من هنا بدأت فكره ” شاهين استديو “.
فى البدايه.. كنت لا اعرف كيف تسير الامور, بدأت بمبلغ صغير جداا لا يتخيله احد فى العالم, ثم التجهيز فى المكان بألوان مختلفه, لا اريد مكان فارغ الالوان يشعر فيه الشخص بجديه الامور, اتمنى المكان ان يكون دائما مفعم بالالوان بحيث ان حدث شئ من شخص لا يشعر بأنه السبب.. او ان المكان حدث فيه شئ خطا, كله مخبأ بداخل الالوان.
كان من السهل تلوين الغرف بأى شكل , الوان فى منتهى البساطه بدون تعب او رسومات اضافيه فى المكان, لكن هذا كان الطبيعى!.
و انا ضد الطبيعى, اريد التميز, الانبهار من قوه جمال الاشياء, زُين المكان بالشكل الافريقى, لم يكن هناك احد مهتم به كثيرا, اضع على الجدران لمساتى انا و زوجتى الجميله فى الرسومات.
لكل غرفه قصه مختلفه عن الاخرى, يوجد غرفه عليها رسومات” وجوه الفيوم “, و غرفه لقبت على اسم الفنانه فريده, و اخرى بأسم بهجه لامتلاء الجدران بورق كرتون ميكى, هذا هو الجمال بالنسبه لى, ان يكون لدى حكايات كثيره احكيها مع كل زائر جديد.
لكن دائما يوجد من يعارضك فى احلامك.
- ايه يا ابنى الالوان ديه ؟!
- انت عملت المكان ده علشان تاخد من الناس فلوس و تذاكر, بس انت والله لو دفعت ليهم فلوس مش هيذكروا بردو!!
بعد سماعى لهذا الكلام, كانت مهمتى الوحيده هى تشجيع الاشخاص على الاندماج سويا لتكوين جو مناسب للمذاكره, التشجيع فى الحياه شئ مهم و هذا ما اسعى اليه دائما فى شاهين.
الامور فى المكان كانت تجرى على ما يرام, اعطى بعض القرصات الخاصه بفنون جميله, اشخاص اخرى تأتى للمذاكره او للجلوس لانتهاء بعض الاعمال..هذا كان حال المكان لمده ثلاثه شهور.
حتى جاءت فتاه الحظ للمكان, كانت تسأل على عده اشياء خاصه بالعمل و اسعار المكان مما جعلها فى شده الاستغراب من قله التكلفه, بعدها بأيام نشرت كلام عن المكان فى شده الجمال مع بعض الصور المرفقه له, هذا ما جعل الحلم حقيقه.
الموضوع انقلب 180 درجه فى اقل من يوم , اسيتقظت على اشياء مختلفه, اشخاص كثيره منتظره بخارج المكان, جيران تشتكى من شده الازعاج, شارع مزدحم فى وقت واحد.. و هنا بدأت الصعوبه.
كأنه اول يوم افتتح فيه المكان, بدأ الموضوع من الاداره, الاعصاب تنهار, لا اقدر على استيعاب شئ, كل شئ جاء فجأه بدون اى انذار, بدأت حينها زوجتى ” تهانى ” تساعدنى فى اشياء كثيره..لنضع بعض القوانين و منها ضروره الحجز قبل المجئ و الالتزام بقوانين المكان منها الامتناع عن التدخين.
و بعد ان كان فى كل غرفه شخص, اصبح اربعين فرد بالغرفه الواحده و فى مجرد يوم.. ما حدث كان فى شده الصعوبه و المفاجاه, لكن الاهم كيفيه تدوير هذه الاشياء الى مصلحتك الشخصيه, ان تصنع شئ مميز على غير العاده.
اريد حياه غريبه, اضع فيها بصمتى الخاصه..رفضت الكثير من العروض برواتب مبهره , احلم بـ شئ اخر غير الحياه الروتينيه.. و بسبب اننى كنت بعيد عن اهلى من ناحيه المسكن فأعتمدت على نفسى فـ هذه القرارات المسيريه.
اخبرهم بقرارتى و هم معتمدون على مسؤليتى لنفسى, شعروا اننى متحملا لهذه الحياه, بدايه من تطويرى لشخصيتى فى كل مرحله ادخلها, اتحمل كل خطأ او مكسب وحدى, هذه كانت اختياراتى من الاصل و يجب ان اخذها على محمل الجد.
بعد ذلك جاء قرارى للزواج.. كان غير مناسب لاهلى فى بدايه الامر بسبب صُغر سنى وقتها, لكنى منذ فتره اجهز نفسى لهذه المرحله, اى شئ افعله او اخذ منه بعض الاموال كنت احولها الى مستقبل الزواج.
لم يكن لدى سهوله فى تطوير المكان بسبب عدم وجود الاموال اللازمه, لكنى كنت انجز امر مهم ايضا فى حياتى, اخبرت اهلى بهذا القرار حتى يكونوا بجانبى فى هذه اللحظه المهمه و فى عام 2017 تم عقد الزواج.
تفرغت بعدها الى ” شاهين استديو ” بكل شئ فيه, شعرت ببعض الحريه للتجهيز فيه الى اجمل شئ ممكن, فهذه هى حياتى المستقبليه اريد ان اهتم بها حتى اخر نقطه بحياتى.
كانت كل تخيلى عندما بدأت ” شاهين استديو ” ان كل ما لدى من التزامات هو ايجار اخر الشهر للمكان, لا شئ اكثر, لا اعرف شئ عن الضرائب او رواتب الموظفين, اصبحت الاموال تتسرب منى تلقائيا واحده وراء الاخرى حتى اساعد على تكمله هذا المكان بدون وقوف اى شخص امام احلامى.
ليس من السهل ان تظهر فى صوره الشخص الجاهز دائما,لديك يوميا التزامات من ايجار,رواتب, عمال جديده, شكاوى و التزامات اخرى حكوميه..ومع ذلك لا يهمك احد, ولو كأنك شخص ممتلك للعالم بأكمله , صعب الوصول لهذا الاحساس لكنى احاول يوميا حتى امتلكه بين يدى.
اغلب الاوقات جاء لى اشخاص ينصحونى بـ الانسحاب من الاستديو و اجعل له مسئول اخر, اسافر و اهتم بأمور اخرى سوف تأهلنى لحياه افضل, خصوصا وقت الازمه الاقتصاديه كانت تمر علينا اوقات صعبه جدا, لكننا كنا نتحدى العالم من اجل الصمود على هدفنا, ارى ان الحلول دائما متواجده امامنا..لكن نحن من ننظر لجهه محدده و نتجاهل الباقى!.
الاختيار الذكى يجب ان يكون من حظنا دائما.
واجهنا مشاكل مختلفه..خاصه فى البدايه, نجد اشخاص كثيره تخاف الدخول الى المكان, التوعيه ليست كبيره و هذه كانت مهمه ” شاهين استديو “, جائت علينا فتره كانت الاهالى تقضى يوم كامل مع اولادها حتى يطمئنوا نفسيا من ناحيه المكان , نتكلم معهم على فكره المكان و كل شئ يخصه.
كل هذا اخذ مننا بالتأكيد مجهود كبير لكننا توصلنا الى اشياء مهمه خلال هذه التجارب و هى توثيق الصوره الرسميه لاستديو لدى الكثير من الاشخاص و هذا هو الاهم.
ازداد الوعى لدى الاخرون عن هذه الاماكن حتى انها اصبحت منتشره بكثره, و هذا وضعنا فى اطار المنافسه الدائمه و السرعه فى النضوج, يجب ان اكبر سريعاً و انفذ اشياء اسرع تساعد المكان على النهوض اكثر من ذلك.. لاننى لو توقفت فى لحظه سوف يسبقنى الكثيرون, يجب ان اجد دائما ما يميزنى عن الاخرون!!
وفى الوقت القريب جدا سوف تظهر المفاجاه الخاصه بنا, سيحدث بعض التغير فى ” شاهين استديو ” لتجد مكان اكبر و اوسع يسع كل احلامك, ستجد كل شئ جديد تعلن فيه بقائك الدائم برفقتنا.
ابدا لم نتوقف عند هذه الخطوه, تنتظرنا الكتير من الاحلام, اتمنى ان ابدا فى مكان مختلف ” التوعيه دائما مطلوبه ” و اشخاص كثيره تحتاجنا, مكان يحتوى موهبتهم, لم يكن اطلاقا مجرد مكان تجلس فيه لبعض الساعات حتى تنتهى من شئ ما, انت تجئ يوميا لتبادل تقافات و افكار مختلفه,اشخاص من بلاد بعيده عنك, لذا كان تفكيرنا فى الاقاليم..لتكون هى احدى خطواتنا فى المستقبل.
الحياه ليست شئ وردى ابدا, فيها السئ قبل الجيد, لكن الاحلام بالتأكيد تستحق كل التعب و الارهاق الذى نواجه يوميا , لكل شئ مقابل بالحياه , و انا فى شده التأكد ان كل شخص سيأخذ نصيبه فى الحياه, مهما كان عمله.
و اما عن نصيحتى الوحيده للشباب رواد الاعمال, اصحاب المستقبل المشرف ” استحمل “, انها كلمه قصيره لكنها تعبر عن حياه كامله يجب تأسيسها الان قبل الغد.
هذه هى حياتك يا صديقى, اتمنى ان تمضى لك على خير