قصه: اوبرا وينفيرى تتكلم
سوف ابدأ بيوم مولدى 29-2-1954
بدايه حياتي للاسف لم تكن كما كنت اتوقع او على الاقل كما يحلم بها اى طفل , والدتى كانت تعمل خادمه فى البيوت ووالدى كان يعمل حلاقاً بالاضافه الى بعض الاعمال التجارية الصغيرة .. فى بداية طفولتى كنت اقيم عند جدتى فى حى فقير بالاخص بعد انفصال ابى عن امى , حتى بلغت سن السادسه من عمرى ..
فى الحقيقه اهلى لم يتزوجوا ابدا .. او حتى على الاقل عاشوا قصه حب , التقوا مره واحده فى حياتهم و من ثم اقاموا علاقه , بعدها انفصلوا عن بعضهم بدون حتى ان يتعرف على ابنتة الوحيدة او على الاقل يكون لديه الرغبه فى ذلك ..
رغم صغر سنى فى هذا الوقت , لكن حياتى كانت بمثابه عائق كبير فى طريقى .. بالتاكيد كنت احتاج الى اب فى هذا الوقت يحاوطنى من كل الجهات , يحمينى من الاطفال المشردة , يأخذتى بين احضانه عندما ابكى
ليلا من الكوابيس, او حتى يفرح معى قليلا عندما انجز شئ مهم فى طفولتى او دراستى خصوصاً ..
عندما دخلت روضة الاطفال .. كانت معلمتى ترى اننى لا اشبه باقى الاطفال ولا انتمى الى بيئتهم و طلبت من المدير نقلى الى الصف الاول , و كان كل هذا بسبب نسبة ذكائى التى تؤهلنى للحلول فى صفوف الروضه الاولى ..
بعدها باكثر من عشر سنوات , كنت فى المدرسة الثانوية حصلت على لقب الطالبة الاكثر شعبية , نظرا الى علاقتى الجيدة بجميع الاستاذة و التلاميذ و الزملاء .. تقريبا كانوا هذه الاشياء افضل الجوائز فى طفولتى ..
حتى وصلت سن الرابعه عشر , حملت بطفلى الاول من علاقه غير شرعيه ايضا مثلما انجبتى امى , لكنه توفى مباشره بعد الولاده بساعات قليله , لأحرم من بعدها من نعمه الاطفال .. لا اعرف لما فعلت هذا فى حياتى
, او حتى فى ابنى المتوفى .. هل كنت اريد ان امشى على نهج والدتى ؟! ام انه سن المراهقه و الشباب الطائش ؟ لا استطيع ان اجد اجابه محدده لهذه الفترة من حياتى , الا انها كانت حياه مريرة من بدايتها ..
من بدايه مراهقتى كنت احب ان اجرب كل الاشياء من بدايتها علاقه غير شرعيه حتى الخمور , الحبوب المخدره و المهلوسه , كل شئ تقريبا قمت بتجربيته نهاية الى الكوكايين و الهيروين فلم اتركهم ايضا.
بالطبع لا افتخر بهذه الاشياء ابداً فى حياتى , حتى والدتى كانت ارهقت من حياتى العابثه , ليتوصل بها الامر الى إرسالى لاحدى مراكز اعاده التأهيل الاحداث و ذلك لفقدانها السيطرة على شخصيتى و حياتى كلها ..
منها تصرفاتى الخارجة عن الحدود.
كما قلت سابقاً انا لا افتخر بكل هذه الاحداث المميتة فى حياتى , ولا اريد اى شخص فى العالم ان يصاب بها ولكنها للاسف كانت نتيجة احداث اقبح من ذلك , اصبت بها فى حياتى و منها ” تعرضى للتحرش والاعتداء
الجنسى و اذا يكون هذا المتحرشى من احد اقاربى ” هذه كانت اللعنه الحقيقه
لتجئ اليك اللحظه التى تكره فيها جسدك و روحك وحتى عائلتك , لم يعد يفرق معك كل هذه الحداث الماضيه او المستقبليه , لانه تقريبا مدمر امامك!! , كل ما يفرق معك الان هو الموت و محاوله انهاء حياه لا تعرف
لها وقت محدد للنهايه .. تدمر فى كل شئ يخصك حتى اذ كا اولهم جسدك فلم يعد يفرق هذا ايضا معك ..
الموت هو الفارق الوحيد فى هذا الوقت ..
اثناء بحث امى عن احدى المراكز , كان حظى السعيد ينادينى .. لم يتوفر لى مكان فى اى مركز و هنا فقدت امى آمالها فى كل شئ !
بعدها تذكرت الشئ الوحيد الذى لم يتذكرنى .. ” أبى ” , ارسلتنى اليه حتى قام بتعليمى و تأديبى بطريقه صارمه و فى الحقيقه لا اقدر على نكرت هذه الفتره , كان لها فضل خاص على حياتى .. لتتغير بشكل جذرى ,
كنت اتنقل مابين منازل زالدى وجدتى و اقاربى.
وبالرغم من الظروف المديه القاسيه الا اننى استمريت فى التعليم و تخرجت من الجامعه , حتى اننى تفوقت , لم يكن مجرد تخرج من الجامعه .
كنت من اوائل الطلاب الامريكين ذوى الاصل الافريقى الذين يدرسون فى جامعة الولاية من خلال منحة تعليمية حتى احصل على البكالوريوس فى الفنون المسرحية , واستكمل حياتى.
اثناء الدراسة ايضاً حصلت على لقب ” Miss Black Tennessee ” وهذا بالطبع جذب الى بعض الانظار .. و من ثم بدأت العمل كمراسلة فى محطة اذاعية محلية wvol .. فبدأ من هنا مشوارى الاعلامى وحياتى المهنيه الجديده , كنت فى سن السابعه عشر حينما دخلت الى الاذاعه , كنت احب هذا السن لاننى شعرت بانها بدايه سنواتى السعيده
أما فى السنوات التى تسبقها كان يوجد شئ مميز فى حياتى, يساعدنى على تمضيه الوقت الصعب وهو ” مايكل جاكسون ” كنت و مازلت احب سماع جميع اغانيه , يخرجنى من كل لحظه سوء اعيشها , حتى اننى كنت اشجع على حضور حفلاته الغنائيه بالرغم من سوء الحاله الماديه لى و لكنى لم اكف عن سماع اغانيه يوما.
كل هذا كان يجعلنى احب الاذاعة و التليفزيون كثيرا.. حتى اننى تعلمت فى هذه المهنه اسرع من اى شئ اخر و بعدها بعامين عندما اصبحت فى سن التاسعه عشر .. انتقلت للعمل فى تليفزيون nashville .. , و حينها صنفت بأننى اصغر مذيعة فى تاريخ المحطة.
كل هذه الاشياء تسعدنى بالفعل .. ابداً لم يكن النجاح سهلاً , عانيت فى بداية الامر من الفشل فى مسيرتى الاعلاميه .. انفصلت من عملى لأول مرة .. بسبب خروجى عن سياق البرنامج و كنت عاطفية جدااا عندما انقل الاخبار كمراسلة فى النشره المسائية, بعدها عرض علي دورا فى برنامج نهارى بعد ذلك.
فى بدايه 1982 ..
كنت اشارك فى تقديم الاخبار للتليفزبون المحلى و من ثم جاءت لى فرصه لا اعرف وقتها , اذا كانت ثمينه او لا ؟! .. لكن اعجب بى احد المسؤلون فى محطه ” wls ” فى شيكاغو .. و التى تعد ثالث اكبر مدينه اعلاميه فى امريكا , طلبوا من الحضور للقيام بتجربه اداء لبرنامج طبخ !!
نعم طبخ .. كنت لا اعرف شئ عن الطبخ او الوصفات .. الا ان هذا لا يوقفنى ابدا, بالتأكيد كنت اشعر ببعض الخوف من الخاطره بسبب انتقالى من الاخبار الى الطبخ !! لكن فى النهايه تخطيت كل هذا حتى اواجهه مخاوفى و ارى ما يخبأه لى حظى السعيد !
بدأت التحضير لفكرة البرنامج , عن ماذا سوف يدور بالتحديد, جهزت جميع الاوراق الازمه لتقديم هذا الطلب الى قناه ABC العالمية حتى تتبنى برنامج طبخ خاص بها .. حتى كانت اجابتهم الرفض , شعرت بتوقف الحياه امامى الى المرة المليون , كل الاحلام و الامال التى وضعتها لحياتى المستقبلية اصبح كالخيال الآن لا اكثر من ذلك .. و ذلك اصابنى ببعض الاحباط و لكن بعد فتره قليلة من الرفض , تقلبت الاحوال سريعاً , لم يكن هذا اول شئ يفشل فى حياتى , لم اكن ايضاً اسمع لاحد بالتصغير من احلامى , كنت مصرة على الفوز بالرغم من الصعوبات و شدتها و لكنى مازالت عند قرارى .. ” الفوز “
بعد ذلك فى عام 1985 .. بدات خطوات مختلفة بعيدا عن الأخبار و الطبخ ..
” التمثيل ” نعم مثل ما سمعتوا .. كان دور رئيسى فى فيلم للمخرج الكبير ” ستيفن سبيلبيرج ” فيلم ” اللون الارجوانى ” رشح لتسع جوائز اوسكار , بعدهل نلت العديد من العروض السينمائية و التليفزيونية .. اعرف اننى اختبرت اغلب الاعمال المختلفه عن بعضها كثيرا لكنى اقولها دائماً ” عندما تتبلور معرفتك بنفسك , ستكون اكثر قدره على معرفه ما هو افضل لك ” وهذا ما فعلته .. تعرفت على نفسى فى السنوات الماضية بأختلاف مراحلها ..
و بعد خطوه التمثيل التى اقمت بها, انقلبت حياتى راسا على عقب , بالاخص بعد ان بدا عام 1989..
مع هذه السنة بدأت تقديم البرنامج الاشهر على مستوى العالم ” Operh show ” و هو برنامج يومى يعرفه معظم الاشخاص .. يسلط الضوء على القضايا الاجتماعية التى تهم المجتمع الامريكى , نجاحه كان مبهر لى و للمجتمع .. و هذا هو النجاح الحقيقى
و مع الوقت ازداد شهره البرنامج ليصبح جزء اصيل من الثقافه الشعبية الامريكية , يتصل بكل تفاصيل حياتهم , حتى كنت اصور عده حلقات تاريخية مع نجوم و رموز المجتمع الامريكى ..
عرض البرنامج فى اكثر من 100 دولة على مستوى العالم , انشأت بعد ذلك شركه انتاج خاصة بى .. لاصبح و بكل فخر ثالث امرأه تمتلك شركه انتاج و استديو فى شيكاغو .. من الممكن ايضاً ان اعترف ببعض النجاح و الارتياح من مشوارى الاعلامى , فقد وصلت الى ارض مستقرة نسبياً , احاول الحفاظ عليه يومياً.
حصلت ايضاًً على جوائز قيمة بالاضافه الى اننى ناقده ادبية و ناشره صحفية .. تكتب عنى الجرائد و المجلات , يتابعون اعمالى و اموالى بالاخص !! حتى اننى اصبحت اول بليونيره سوداء فى العالم و هذا بالتأكيد يزيدنى شرف و فخر .. كنت اريد بعض النجاح فقط حتى جائنى معه الكثير من الاموال , لم يكن هذا قليلا ما توصلت اليه , اشكر عليه الرب يومياً , ان كل شئ عظيم و مؤثر فى حياتى حتى وصلت الى ما اكون عليه الان ..
اما وقت اعتزالى … اعتزلت فى الحلقة الاخيرة , كان هذا فى شدة الصعوبة, لكن مع الاسف كان انتهى وقتى فى هذه المحطة و يجب ان اذهب للمرحلة التالية والاهتمام بإدارة شبكة القنوات الفضائية الخاصة بى ..بدأت فى أشياء اخرى , احاول بها ان اعطى شئ حقيقى و مؤثر فى حياه الآخرون .. و اتمنى ان اكون اصبت الهدف بالفعل ؟!
المراسلة : لدى سؤال وحيد .. تكلمتى عن حياتك من بدايتها حتى الآن , لكنك لم تذكرى الحب فى كلامك ابداً , هل من سبب ؟!
اوبرا : اااه , الحب .. من افضل الاشياء فى الحياه , وفى الحقيقة احببت كاتب و رجل اعمال .. لكن اسمحوا لى ان لا انخرط فى هذا الموضوع بالكامل .. كل ما اقدر ان اقوله انها كانت علاقه حب جميله و تم عقد خطوبه و بعدها اتفقنا على الزواج عند حلول عام 1992 ..
لكن لم يكتمل شئ و تم الانفصال, كانت فتره صعبة ولكنها لم تكن اصعب من حياتى , كل شئ يمر بالتأكيد و سريعاً ايضاً .. لم افكر من بعدها فى الزواج , كان العمل يشغل كل فكرى , لكن الحب يأتى فجأه ايضا بدون استذئان للمره الثانيه !!
رجل .. متزوج !! مع الاسف .. احببته لاربع سنوات و مع الاسف ارفض الكشف عن هويته .. احب الحفاظ على خصوصية حياتى فى بعض الامور , لكل شئ حدود يا اصدقائى.
فضلت عملى بعد ذلك على كل شئ .. النجاح المادى يزودك بالقدره على التركيز فى الامور المهمة, منها ان تكون قادراً على احداث الفرق ليس فى حياتك وحسب بل فى حياه الآخرين ايضاً ..و هذا ما تعلمته فى حياتى ..
رحلتى فى الحياه كانت حافله بالصدمات , الفشل , النجاح , الهجوم ,محاوله تحطيم الاحلام , المقاومة ضد هذا , الفقر والغنى , واخيرا السعادة و الحزن .. كل شئ حصلت عليه فى حياتى و لكن الأهم من كل هذا , اننى كنت اسعى جاهده حتى لا تغير هذه الأحداث اصل شخصيتى, ان استمر على اخلاقى و احسن منها اكثر , اساعد الغير .. لاننى كما اعطى الفرص للغير , ترد لى ايضا يوماً ما بطريقه او بأخرى ..
اخيرا اذا كنت اتمنى شئ وحيد من اى شخص .. فاريدك ان تتعلم من حياتك و حياه الاخرون حتى تصل الى كل شئ تريده .. حارب و قاوم كل وجع و فش بداخلك .. لا تخاف حتى تنجح , واجهه حتى تنتصر و ان كان اخر نفس بداخلك , استخدمه فى افضل شئ لك .. فهذه هى الحياه بكل صراعتها مع الاسف ..
فى النهايه .. كن انسانا ..