window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'UA-127223763-2');

كل شيء ما زال ممكن أن يتحقق

كل شيء ما زال ممكن أن يتحقق

يا الله أنا لا أريد إلا رضاك, أنا ملكك, لا أفضل أحدا غيرك, كم صليت كثيرا لك وتمنيت الأكثر, بالفعل حققت معظمها, لكن ما زالت أمنية الحج مُعلقة إلى وقت غير معروف, كل شيء موجود إلا هذا, في الحقيقة لا أعرف لماذا يتأخر هذا الحلم على الأخص ولكني في شدة التأكد بأنك تحضر لي أفضل رحلة حج أتمناها يوميا ..

أخاف أن أحكي لإبني على هذا الحلم, فأزيد على همومه هم جديد لا يعرف له نهاية هو الآخر, أعرف أننى لا أملك الكثير من الأموال التي تساعدني على تدبر هذا الشيء وحدي, منذ زمن وهو المسؤول عني فى كل شيء, كريم بشدة, لا يحرمني من شيء, لكني ما زلت أخاف عليه اكثر من الماضي, هو بالتأكيد أحق بهذه الاموال أكثر مني ..

في الأيام السابقة كان يحدثني عن حلمه هو الآخر, يريد شركة سياحة خاصة به, شركة جديدة من نوعها تساعد على السفر لا تعيقه, يحقق فيها كل أحلام المجتمع, خصومات وتسهيلات من نوع خاص لاصحاب المشاكل المادية, يريد شركة ناجحة برضاك يا الله, كان يتوعد لي بالسفر أيضا وأنني سوف أزور كل العالم معه.

أثناء مشاركته لأحلامه معي, كان على أطراف لساني أن أشاركه أنا أيضا بأحلامي, هل من الممكن أن يقدم لي تسهيلات أنا أيضا ويقبل بالأموال القليلة التي أمتلكها, أخاف أن أقول الآن وأعيق عليه شيء لا أعرفه, لكني أريد أن أرى بيتك أيضا يا الله ..

أعرف أن كل هذا لا يزال مجرد حلم, تحقيقه بالأكيد أصعب من تخيله, لكنك القادر يا الله, بدونك لا نقدر على تحقيق شيء أو حتى احتمال هذه الدنيا, أرجوك يا الله أكرمه ولا تبخل عليه بشيء, هو عبدك ويحبك مثلما أحبك أنا, حتى أنه يردد دائما نفس الأدعية والأقوال الحسنة التي أقولها لك كل يوم, وإذا كان لي في هذه الدنيا أمنية وحيدة, فأرجوك حقق له حلمه وأنسى حلمي, بإسعاده سوف أسعد أنا الأخرى, فلا أملك غيره يا الله ..

أثناء المحادثة السرية بين االله والسيدة عزيزة, أخذ ابنها “ماجد” بعض الخطوات الخفيفة بعيدا عن غرفة والدته حتى لا تشعر به .. استمع إلى كل الحديث, لا يعرف ماذا يفعل هو الآخر, وضع معظم أمواله في هذه الشركة, ما زالت فى بدايتها, لم تدرك بعد معنى النجاح الباهر كما تكون شركات السياحه الأخرى ومن الجانب الآخر يريد أن يُسعد والدته اليوم قبل غدا ..

هو لا يمتلك غيرها في هذه الحياة, فكيف لا يحقق لها أمنيتها الوحيدة, جلس بعيدا عن الغرفة يتذكر أيام الطفولة, يتذكر عندما قال لوالدته “احلمي يا أمي كما تُريدين فأنا هنا أقف وراء ظهرك وسوف أحقق لك كل شيء عندما أزيد في السن أكثر” وكان بالفعل يُمثل لوالدته الأمر ويقف وراء ظهرها وهو يقول هذه الكلمات وكأنه يُثبت شيء يحاول أن يحققه منذ الصغر ..

بعد هذه اللحظة شعر بالكثير من الخجل, هذا أول شيء يشعر فيه بالعجز أمام والدته ويشعر بالذنب أيضا لأنه صرف كل أمواله في المشروع الجديد ونسى والدته وأحلامها ..

نزل على الدرج سريعا بدون حتى أن يخبرها وهو يقول “يا الله كيف لي أن أنسى والدتي, كيف لي أن أنسى”, كان لا يعرف لماذا يتسرع فى خطوته, يبحث عن شيء لا يعرفه بعد, يريد حل سريع حتى تفتح شركته أسرع وتكسب أموال سريعا, وتكون في النهاية والدته أول حلم حقيقى يحققه في هذه الشركة ..

وبعد مرور ثلاثة أيام من التفكير الحاد, قرر اتخاذ مرتبه من العمل الحكومي ليضعه في الكثير من الجمعيات الُمتفرقه, حتى يكسب الكثير من الأموال أسرع وبدأت بعض الأبواب تفتح أمامه, الأم تشعر بأن دعواتها بدأت أن تتحقق, في بداية الأمر أخذ الكثير من القروض والجمعيات حتى تم تجهيز شركه السياحه بشكل جيد.

وهو الآن في أشد استعداد لاستقبال العملاء الجدد للشركة, يحاول أن يعطيهم أفضل ما يقدر من خدمات وأسعار مناسبة لهم وفي الحقيقة كانوا العملاء في شدة السعادة من هذا الأمر, لكن مع الأسف هو لم يسعد مثلهم بسبب قلة المسافرين عن طريق الشركة, مازال غير معروف جيدا بعد سنة ونصف من العمل الجاد, بالتأكيد لديه الكثير من المنافسين ولكن يجب أن يكون حل لهذه المشكله!!

يبحث كل يوم عن حل جديد يساعده, لكن ليست كل الحلول موافقة على مشاكله, دائما يوجد للإعاقة دور في تعقيد المشاكل أكثر مما كانت!!

لكن القوة في التحدي دايما تقاتل بشدة أي إعاقة, لذلك بدا “ماجد” البحث في طرق التسويق الجديدة لشركته, تعلم الإعلانات وكيف يبدأ بها .. تعرف أكثر على سوق العمل وماذا يريد العميل من أى شركة وأكثر ما يتطلع له في أي حالة؟

و بالفعل بدأ في الإعلانات عن طريق الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعى ..

و بعد أكثر من شهرين بدأ في الانتشار إلى حد ما أفضل من بدايته, يكون علاقات كثيرة كل يوم, يغزو بلدان أكثر برحلاته, يحقق الكثير من الأحلام الشخصية كبداية مشروع بالخارج, إتمام شهر العسل, بداية زواج, اكتشاف العالم مع بعض الأصدقاء مفقودين العقل والجنان هو نصفهم الآخر .. كل شيء أصبح ممكن مع هذه الشركة.

الحلم تحقق بالفعل , لتبدأ أحلام أخرى داخلية في الشركة, وبعد كل هذا لم يقدر على نسيان حلم والدته بالتأكيد, كان في البداية من أشد الأحلام عليه ولكنه الآن أصبح أصغر من أى حلم بسيط حققه لها.

وفي فترة انشغاله في الشركة .. كان يحضر لمفاجأة والدته ويجهز لها كل شيء من أحسن فوج حج وفندق 8 نجوم حتى تكون أول وأفضل رحلة قامت بها خارج مصر إلى بيت الله وبعد أسبوع ..

  • – أمي … يا أمي
  • * أنا هنا يا “ماجد” في غرفتي!
  • – هل جاهزة لمفاجئة اليوم؟!
  • *مفاجئة!! عن ماذا تتكلم؟
  • – افتحى هذا المظروف واخبريني ما رأيك؟
  • * يا الله يااااا الله .. تحقق لي كل شيء الآن, يا الله أنا أنهيت كل أمنياتي ومستعدة الآن لرؤيتك .. يا ابنى احبك كثيرا, متى فعلت كل هذا؟!
  • – كل أحلامك مجابة يا أمي .. كيف لي أن أسمع أمنيك تقوليها لله ولا أحققها!! فأنتِ كل ما أملك يا أمي, بدونك لا أقدر على التنفس أو إحياء أي شركة بدون دعواتك اليومية ..
  • * الله لا يحرمني منك يا ولدي وتحقق كل ما تتمنى وأراك في أحسن حياه تتمناها يا رب ..
  • – في حياتك يا أمي بإذن الله, أما الآن ابدأ في تجهيز ملابسك حتى تسافرين سريعا وتتمتعي في بيت الله ..
  • * حاضر يا ابني
  • بعد خروج الابن من الغرفة, جلست “عزيزة” على الأرض راكعه لله, أحمده على كل شيء وتدعي لابنها أكثر من الماضي, لا تصدق أن حلمها هو الآخر أصبح حقيقة ..
  • الحمد لله يا رب على كل شيء تعطيه لي حتى الآن, أنا بدونك ولا شيء ومعك أشعر بمعنى الحياة, شكرا على ابني الذى يفعل المستحيل من أجلي فهو أجمل وأحسن أمنية حدثت لي, شكرا على رضاك علينا أتمنى ألا تزول أبدا, أنا أحبك بشدة يا الله ..

وهكذا تتحقق الأمنيات .. فبدون استجابه الله للأحلام الشخصية وتعلم “ماجد” لطرق التسويق الحديثة لعمله الجديد كانت سوف تظل “عزيزه” داخل بيتها ولا تسافر إلى أي مكان أو حتى “ماجد” كان سيظل في عمله الحكومي بلا عمل خاص له يصاب بالشهرة الجميلة وبالتأكيد سوف يعجز عن تحقيق شيء لوالدته!!

مقالات ذات صلة
أضف تعليق