window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'UA-127223763-2');

مهارات حل المشكلات وكيفية اكتساب فن إدارة المشكلة

مهارات حل المشكلات وكيفية اكتساب فن إدارة المشكلة

جميعنًا نتعرض يوميًا للعديد من المشكلات المختلفة، لذا فإن مهارات حل المشكلات من المهارات الضرورية.

تحدث معظم المشكلات يوميًا في بيئة العمل، في الحياة الشخصية، ربما في الطرق، في الأماكن العامة، وغيرها.

ففي أي مكان وارد أن تحدث مشكلة من أي نوع، فالمشكلات ستكون هناك دائماً.

ولكن يجب علينا أن نفهم كيف تحدث المشكلة؟ وكيف يمكننا أن نتعامل معها ونحلها بطريقة فيها شيء من الوعي والنضج؟

فعلينا أن نسأل أنفسنا هل نتبع أسلوب ومنهج معين مبني على أسس علمية صحيحة أثناء تعاملنا مع المشكلات التي تواجهنا؟

أم أننا نتجه إلى الحل الذي يتبادر إلى أذهاننا أول الأمر وننفذه دون أي تفكير.

فَكون الشخص ناجحًا لا يعني أنه ليس لديه أي نوع من المشكلات، ولكنه يعني أنه يعرف كيف يدير هذه المشكلات ويتعامل معها ليحلها بالشكل الصحيح.

فالمشكلات هي من سنن الحياة، فلا يمكن أن تخلو حياة أي شخص منها.

ولكن ما هي المشكلة؟

المشكلة هي عبارة عن عائق أو حاجز يحُول بين الشخص وبين وصوله إلى هدف معين، حيث تسير الأمور عكس توقعاتنا أو رغباتنا.

وتأتي المشكلات إلى حياتنا محملة بالرسائل والإيجابيات، وذلك لتزيد من صلابتنا وتطورنا في الحياة.

وذلك لأن المشكلات تزيدك خبرة ونضج في التعامل مع مختلف الأمور في حياتك.

الأمر أشبه بالأشخاص الذين يتدربون على رياضة حمل الأثقال، ففي كل مرة يحملون فيها وزن أثقل مما اعتادوا عليه يمثل هذا مشكلة بالنسبة لهم.

ولكن بالتدريب يتمكنوا من حمله، وبالمحاولة تنحل المشكلة ويزيد ذلك من قوة أجسامهم وقوة تحملهم، ويجعلهم أكثر مهارة في هذه الرياضة.

لذا فالمشكلات أمر صحي جداً ومهم لاستمرار تطورنا ونجاحنا في الحياة، ولكن لن تتحقق تلك الفائدة إلا إذا تمكنا من التعامل معها بالشكل الصحيح.

ولذلك فإن هذه المهارات تعد من أهم المهارات الضرورية التي يتعين علينا جميعاً أن نتعلمها، حيث تمكننا من التعامل مع المشكلات على أسس علمية صحيحة.

ما هي مراحل حدوث المشكلة؟

لكل مشكلة دورة حياة تتكون من ثلاثة مراحل وهي:

المرحلة الأولى

وهي “مرحلة النشوء”، وفيها لا يكون للمشكلة أي تأثير عاجل، فهي ليست أكثر من مجرد إزعاج بسيط.

على سبيل المثال إن كنت في مطبخك واستعملت صنبور المياه ولم تغلقه جيداً، فظل الصنبور ينقط قطرات من الماء وأنت لازلت في المنزل.

فبمجرد دخولك للمطبخ مرة أخرى لأي سبب ستلاحظ ذلك، أو ربما سمعت صوت تساقط قطرات المياه وذهبت لتغلق الصنبور جيداً.

إذا المشكلة هنا بسيطة جدًا وذات تأثير محدود ويمكن التحكم فيه بسهولة.

المرحلة الثانية

وهي “مرحلة الاكتمال”، وفيها تتحول المشكلة إلى أكثر من أنها تمثل إزعاج بسيط، حيث يقع بعض الأذى.

والأمر هنا أشبه بأنك دخلت إلى المطبخ وتركت صنبور المياه مفتوح دون قصد، ثم خرجت من المطبخ وأنت في قمة استعجالك لتفعل شيء ما في غرفة أخرى من المنزل ولم تنتبه للأمر.

وعند عودتك للمطبخ بعد إنهاء ما كنت تفعله، ربما تجد المياه فاضت من الحوض وسقط بعض منها على أرضية المطبخ.

فتحول الأمر هنا من مجرد إزعاج بسيط إلى حدوث بعض الأذى، ولكنه يمكن السيطرة عليه.

المرحلة الثالثة

وهي “مرحلة التأزم”، وفيها تُحدث المشكلة تهديد صريح يهدد استمرارية وقيام المؤسسة ككل.

فإن لم تنحل المشكلة بشكل صحيح، فسوف تتوقف المؤسسة عن العمل وقد تنهار بشكل كامل.

وهذا يشبه أن تكون قد تركت صنبور المياه مفتوح وخرجت من المنزل وذهبت إلى مكان آخر قضيت فيه بضع ساعات.

في هذه الحالة سوف تفيض المياه وتغرق الشقة كلها، وقد يتلف الأثاث والمفروشات وربما تتلف بعض أوراقك المهمة.

يعتبر تأثير المشكلة هنا كارثي وأدى إلى تلف كبير، لذا يجب التعامل معه بحرص وحكمة، وذلك لنتمكن من السيطرة على الموقف والحصول على أقل الخسائر.

مهارات أخرى تؤهلك لاكتساب المهارات لحل المشكلات

مهارات أخرى تؤهلك لحل أصعب المشكلات

لتكون أكثر إتقانًا لهذه المهارات فمن المحتمل أنك تحتاج إلى بعض المهارات الأساسية الأخرى والتي تتضمن:

مهارة الإبداع والابتكار

غالبًا ما يعتمد المنهج الذي نتبعه في حل مشكلاتنا على خبراتنا وتجاربنا السابقة المشابهة.

ولكن قد نواجه بعض المشكلات الأكثر تعقيدًا، والتي لم يسبق أن حدثت لنا أو حتى في محيطنا من قبل.

وفي هذه الحالة فإن الأمر يتطلب منهجية معينة ومنطق لحلها، وهنا نحتاج إلى استخدام التفكير الإبداعي.

التفكير الإبداعي: هو القدرة على التفكير بطريقة مختلفة، وذلك لتتمكن من النظر للأمور والمشكلات من زاوية مختلفة.

وبالتالي نستطيع إيجاد طرق مختلفة للحل، وتكون أيضًا أكثر فاعلية وذكاء، وربما تكون أقل تكلفة من حيث المال والمجهود والوقت.

مهارات البحث

عملية تحديد وحل المشكلة، وغالبًا ما تتطلب منك إجراء بعض البحث، والذي قد يكون بحث بسيط على متصفح البحث “جوجل – Google”.

وربما يتطلب الأمر إجراء عملية أكثر توسع وتعقيد، فهناك أنواع عديدة من عمليات البحث.

وعملية البحث: هي عملية تجميع معلومات حول موضوع معين، لنتمكن من رؤية جميع جوانبه ووضعها في الاعتبار.

مهارات العمل الجماعي

الكثير من المشكلات يمكن تعريفها وحلها بطريقة أفضل بمجرد إدخال أطراف جديدة فيها في صورة فريق عمل.

يبدو أن هذا اللفظ أو لفظ “فريق العمل” هي ألفاظ يتم استخدامها داخل مؤسسات العمل فقط.

ولكن الأمر فعال ومهم بنفس القدر داخل الأسرة والعائلة ككل، وأيضًا في المدرسة.

تعريف العمل الجماعي: ويتضمن القدرة على العمل ضمن مجموعة من الأشخاص الذين يشتركون في رؤية واحدة وهدف واحد، ويتعاونون معًا للوصول إليه.

والأمر يحتاج إلى التحلي ببعض المهارات، والتي من أهمها هي القدرة على التواصل مع الآخر والتعاون وتقسيم المهام بيننا ليؤدي كل فرد منا دوره فيكتمل الهدف.

ونجاح كل فرد منا يؤدي إلى نجاح الفريق ككل، وأيضًا العمل في فريق يفسح لنا المجال للحصول على عدد أكبر من الأفكار المختلفة.

وتلك الأفكار بدورها تمكنا من الوصول إلى أفضل الحلول لأي مشكلة بشكل أسرع.

فكل منا يدلي بأفكاره التي تختلف تمامًا عن الآخرين، ويجتمع لدينا حصيلة ليست بقليلة من الأفكار والحلول.

مهارات الذكاء العاطفي

يتعين عليك أن تأخذ في الاعتبار التأثير الذي يمكن أن تحدثه المشكلة أو حلها عليك وعلى الآخرين.

فهو يساعدك على الوصول إلى أكثر الحلول ملائمة لجميع الأطراف المعنيين بأمر المشكلة.

الذكاء العاطفي: هو قدرتك على استيعاب وإدارة مشاعرك وكذلك مشاعر الآخرين سواء على المستوى الشخصي أو داخل مجموعات.

ويعتبر الأشخاص الذين يمتلكون هذه مهارة هم الأكثر قدرة على النجاح في العلاقات وحسن إدارتها، وكذلك الأكثر نجاحًا في بيئة العمل.

مهارات إدارة المخاطر

الوصول إلى حلول لبعض المشكلات قد يحمل في طياته نسبة معينة من المخاطرة.

هذه المخاطر يجب أن يتم مقارنة الضرر الذي يمكن أن تُحدثه مقابل الضرر الذي يُحتمل أن يقع في حالة عدم حل الشكلة.

فعملية إدارة المخاطر: هي بكل بساطة التفكير في النتائج السلبية المحتمل حدوثها، وإلى أي مدى يمكن أن يكون الأمر كارثيًا، ثم تتخذ الإجراءات اللازمة لتفادي حدوث المشكلة أو تبعاتها.

مهارات اتخاذ القرارات

هذه المهارة ومهارة وحل المشكلات يعدان مهارتان مرتبطتان ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، فهذا يعد جزء مهم من عملية حل المشكلات.

وذلك لأنك ستجد نفسك في مواجهة العديد من الخيارات والبدائل، وعليك أن تتخذك قرارك وتختار أي الخيارات الذي ستذهب معه.

عملية اتخاذ القرارات: هي عملية اختيار فعل أمر معين من بين أمرين أو أكثر.

في عملية حل المشكلات تتضمن عملية تحديد القرار الاختيار بين الحلول الممكنة للمشكلة.

وقد يتم أيضًا بشكل بديهي أو بشكل منطقي، أو يحتاج لقضاء وقت في التفكير، وربما يحدث مزج بين الإثنين.

الخطوات السبع لحل أصعب المشكلات

الخطوات التي يجب اتباعها لحل المشكلات

تمر عملية حل المشكلات بسبع خطوات أساسية، والتي تم ابتكارها من قبل “أليكس أوسبورن” منذ الخمسينيات وتتمثل هذه الخطوات فيما يلي:

1. تحديد المشكلة

إن الخطوة الأكثر أهمية في حل المشكلات هو تحديد مشكلتك الحقيقية، فينبغي عليك أن تفهم المشكلة وتتعرف على تفاصيلها وتحليلها لمعرفة أسبابها الحقيقية.

الكثير منا ينشغل بحل عوارض المشكلة ولا يبحث عن جذور المشكلة الأساسية، فلا يقوم باقتلاعها وإنهائها بشكل تام.

وأيضًا التأمل في المشكلة يوضح جوانب قد تكون أغفلت أو أسأت فهمها.

وتوضيحها يُزيل الخلل وتصفو الرؤية، بل أحيانًا قد تنتهي المشكلة بمجرد توضيح أسبابها الحقيقية وإزالة أي غموض يحجب عنك الرؤية، وقد تكتشف أحيانًا أن المشكلة ليست هي الأساس.

على سبيل المثال قد تجد أنك تواجه مشكلة انخفاض أداء موظفي المبيعات.

وربما اعتقدت أن سبب المشكلة هو انخفاض الروح المعنوية للموظفين، وتعتقد أن الحل هو إعادة هيكلة نظام الحوافز لديك، محاولة منك لتصحيح الأمور.

ولكن بالتدقيق في أسباب المشكلة الحقيقية قد تجد أن السبب وراء ذلك هو مدير المبيعات نفسه.

فيمكن أن يكون شخصية يصعب التعامل معها ويقسو على الموظفين، أو يمارس ضغوط عليهم في العمل، مما يجعلهم يعملون بتوتر دائم وقلق واستياء من طريقة تعامله مديرهم.

صدقني مهما حاولت أن تحسن من نظام الحوافز لديك لن يتحسن الأداء ولن تحل المشكلة، وذلك لأن المشكلة ليست في نظام الحوافز، إذن ما الحل؟ وكيف أحدد المشكلة الحقيقية؟

فإن أفضل طريقة لتحديد المشكلة وفهم الأسباب الحقيقية لها هي أن تسأل نفسك سلسلة من الأسئلة حول مشكلتك لتوضيح جذر المشكلة الأساسي.

السؤال الذي يجب طرحه هو ببساطة: لماذا حدثت هذه المشكلة؟ وبمجرد إجابتك على ذلك، اسأل نفسك لماذا؟، وكرر ذلك أربع مرات أخرى.

مثلًا قد تجد أن لديك مشكلة في تكوين علاقات عمل جيدة، اسأل نفسك الآن لماذا لا أستطيع تكوين علاقات جيدة؟ وقد تكون إجابتك (لأنني لا أعرف كثير من الناس).

اسأل لماذا؟، وقد تكون الإجابة (لأنني لا أذهب إلى المناسبات والاحتفالات الرسمية أو الاجتماعية).

اسأل مرة أخرى لماذا؟، الإجابة مثلًا (لأنني خجول)، ثم كرر الأسئلة إلى أن تصل إلى السبب العميق وراء المشكلة.

يمكنك تحديد مشكلتك أيضاً بطرح أسئلة متنوعة

وذلك عن طريق الأسئلة التي تثير التفكير العميق لديك، وتوسع نطاق الموضوع المتعلق بمشكلتك مثل:

  • ما الذي أرغب في تحقيقه؟
  • ما الذي يمنعني من حل هذه المشكلة؟
  • من يمكن أن يساعدني في حل المشكلة؟
  • ما الفائدة من حل هذه المشكلة وما عواقب عدم حلها؟
  • من الأطراف المتسببة في المشكلة؟
  • كيف تعامل غيري ممن مروا بمثل هذه المشكلة؟، وهكذا.

هنا تكون قد كونت فكرة واضحة عن مشكلتك وأسبابها الحقيقية، ويتبقى عليك أن تضع معايير تحدد نوعية الحلول المحتملة مثل: الميزانية المحددة

  • الإطار الزمني المتاح لحل المشكلة.
  • ما هي القوانين أو القيود التي يجب أن تلتزم بها ويجب عدم تجاوزها؟
  • ما هي الأمور التي تفضل تجنبها عند حل المشكلة؟
  • وغيرها من الأمور التي تحدد نوعية الحلول المطروحة.

2. جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلة

بمجرد أن تتعرف على المشكلة الأساسية، حينها تظهر حاجتك إلى بعض المعلومات، والتي قد تساعدك لتتعرف أكثر على المشكلة وكيفية حلها.

ولتجيب على بعض التساؤلات التي قد تنشأ من الخطوة الأولى مثلاً: على من تؤثر هذه المشكلة؟ ما مستوى الضرر الذي قد تتسبب فيه؟ كيف تقوم بحلها؟ من سيشارك في حلها؟ ما الاحتياجات اللازمة لحلها؟

قد يكون أفضل مكان لبدء البحث عن المعلومات هو الإنترنت، وأيضًا لا تهمل المصادر الأخرى، مثل جمع المعلومات من المتخصصين، والاستماع إلى الأصدقاء والزملاء حول رأيهم عن المشكلة.

ولكن حاول التأكد من حصولك على معلومات دقيقة، وهكذا تكون جمعت كل المعلومات التي يمكنك الحصول عليها لفهم أفضل للمشكلة وحلها.

3. صياغة التحدي الإبداعي

بعد جمع البيانات تأتي هذه الخطوة، وهي غاية في الأهمية، والتي تعتمد على تحويل المشكلة لتحدي إبداعي، وهو عبارة عن سؤال بسيط يصاغ بطريقة تشجع العقل على توليد مقترحات وأفكار إبداعية.

وعلى السؤال أن يكون قصير وموجز، ويركز على المشكلة فقط، ثم حاول الإجابة عليه، سواء كنت أنت وحدك المعني بحل المشكلة أو مع فريق العمل المكلف بحل المشكلة معك.

على سبيل المثال، كيف أستطيع الحصول على وظيفة أكثر تحديًا؟

وأيضًا يجب ألا يتضمن التحدي الإبداعي على معايير لتقييم الحل، مثلاً كيف أستطيع أن أجد وظيفة أكثر تحديًا وبأجر أفضل وتقع بالقرب من منزلي؟

فإذا وضعت معايير في التحدي، فستقيد بذلك تفكيرك الإبداعي بشكل كبير.

لذلك اسأل نفسك ببساطة: كيف أجد وظيفة أكثر تحدياً؟، وبعد توليد بعض الأفكار يمكنك استخدام المعايير لتحديد الأفكار القابلة للتنفيذ.

4. توليد الأفكار لحل المشكلة

في هذه الخطوة يبدأ العصف الذهني، حيث تقوم بإنشاء أفكار أو حلول محتملة للمشكلة التي تواجهها.

وهنا يبدأ الإبداع بالتدفق وتوليد أفكار إبداعية قد تكون غريبة أو غير منطقية أو مستحيلة، لا يهم، لا تتوقف فقط دعها تخرج ولا توقفها.

أكتب كل فكرة ولا تفرز الأفكار في هذه المرحلة، ولكن دونها فقط، وذلك لأن محاولة تقييم الأفكار وفرزها في هذه المرحلة قد يقتل الإبداع ويوحي لك بأن حل المشكلة قد يبدو مستحيلاً.

وإذا كنت تعمل على حل مشكلة مع فريق عمل، فتأكد من عدم انتقاد أفكار أي شخص، وذلك لأنه حتى أصغر مقدار من النقد يمكن أن يبعد كل عضو من أعضاء الفريق عن مشاركة أفكاره.

حاول كتابة أفكارك في شكل خرائط ذهنية أو مخططات أو رسومات أو نقاط توضيحية، أو قصاصات ورق منفصلة لكل فكر.

وأيضًا خذ وقتك واسمح لخيالك بأن يذهب لكل مكان وكل الإحتمالات الممكنة وكل الحلول المتوقعة.

وبإمكانك أن تقوم به خارج مكتبك، قم برحلة إلى مكان ما لإلهام جديد، أو حديقة جميلة، أو اجلس في مقهى في زاوية شارع مزدحم أو يمكنك الذهاب للمشي وإنتاج الأفكار.

5. فرز الأفكار وتقييمها

بعد أن دونت كل أفكارك، خذ قسطاً من الراحة لمدة ساعة أو ممكن يوم أو أكثر، ثم بعد ذلك عد إلى أفكارك وأبدأ بفرزها باستخدام المعايير التي وضعتها في الخطوة الأولى.

اختر كل الأفكار التي تلبي تلك المعايير على نطاق واسع، ويمكن دمج بعض الأفكار لتصبح فكرة أكبر، وأيضًا يمكن إلغاء بعضها.

انظر لكل فكرة وابدأ بتقييمها، فإذا وجدتها غير قابله للتطبيق، ثم انتقل للفكرة التالية، وهكذا إلى أن تنتهي من كل الأفكار التي تم توليدها.

وبهذه الطريقة ستكون قادر على الوصول لأفضل الأفكار، ثم اختيار الحل المثالي للمشكلة.

وأيضًا ضع في اعتبارك أنه قد لا تكتفي بفكرة واحدة، فمن الممكن أن تنفذ عدة أفكار أو تدمجها لحل هذه المشكلة، وقد تحتاج بعض الأفكار إلى مزيد من التطوير، أو تقييم أكثر تعقيدًا.

فقد تحتاج إلى إجراء “تحليل SWOT” والذي يعني (نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات)، أو مناقشة الفكرة مع الآخرين الذين سيتأثرون بها.

إذا كانت الفكرة متعلقة بمجال تجاري، فقد تحتاج إلى إجراء دراسة حالة أو بحث في السوق أو إنشاء نموذج أولي لمنتج أو تجربة مبدئية للخدمة المقدمة.

6. وضع خطة عمل

الآن بعد أن أصبح لديك الحل الأمثل، ستحتاج إلى إنشاء خطة عمل تحدد خطوات التنفيذ، والوقت الذي ستستغرقه، وأيضًا فكر في الموارد التي ستحتاج إليها، ومن سيقوم بتنفيذ الخطة، ثم اكتب كل شيء.

الأفكار الإبداعية قد تعني تغييرات كبيرة أو تحمل قدر من المخاطر، لذلك يجب أن تتحمل مسئوليتها، وعند وضع خطة العمل جزئها إلى خطوات بسيطة.

وأيضًا أن تكون كل خطوة بها سلسلة من المهام، مما يجعل تنفيذها أكثر سهولة.

7. ابدأ التنفيذ

بعد إعداد خطتك، حان الوقت لتنفيذ الحل لمشكلتك، راقب تنفيذ الخطة وحاول تعديل أي انحراف إن حدث.

أساليب حل المشكلات بطريقة إبداعية

إن معرفة خطوات حل المشكلات بطريقة إبداعية لا يكفي إن لم يُدعم ببعض الأساليب الإبداعية، والتي تساعد على تنفيذ الخطوات السابقة.

فيما يلي نستعرض بعض الأساليب التي قد تساعدك على توليد الأفكار والحلول بطريقة إبداعية.

الأساليب الإبداعية

العصف الذهني

يعتبر هذا الأسلوب من أكثر الأساليب استخدامًا للحصول على أكبر عدد ممكن من الأفكار.

وذلك لأنها يمكن أن تكون حل محتمل للمشكلة، ويمكن استخدامها بشكل فردي أو في مجموعة لتوليد أكبر عدد من الحلول، وخلال فترة زمنية وجيزة.

وللعصف الذهني عدة شروط مختلفة منها:

  • تجنب النقد والحكم على أي فكرة يطرحها أي فرد من أفراد الفريق.
  • الترحيب بأي فكرة مهما كان نوعها أو غرابتها، وإن بدت غير مألوفة أو مستحيلة.
  • توليد أكبر عدد من الأفكار بغض النظر عن مدى قابلية تطبيقها أو سوء جودتها.
  • إزالة الحواجز بين المشاركين وإعطاء حرية التعبير والتفكير بصوت عالي.

أسلوب القبعات الستة

يعتبر هذا الأسلوب من أشهر وأمتع الأساليب في التفكير لحل المشكلة، وقد ابتكر هذه الطريقة طبيب بريطاني اسمه “إدوارد دي بونو“.

وتعتمد هذه الطريقة على أن التفكير له ستة أنماط، وكل نمط تعبر عنه إحدى القبعات الستة، ولكل قبعة لون يميز نمط التفكير التي تعبر عنه.

مثلًا القبعة الخضراء ترمز للتفكير الإبداعي والخروج عن المألوف، والقبعة البيضاء التي ترمز إلى التفكير الحيادي أي الاهتمام بالحقائق والتجرد من العواطف والمشاعر.

وبالتالي عندما يرتدي الشخص المفكر إحدى هذه القبعات فإنه يتقمص نمط التفكير الذي ترمز له القبعة، وعليه أن يستبدل كل مرة نوع القبعة التي يرتديها ويغير نمط التفكير.

وهذه الطريقة تسمح لنا برؤية المشكلة من عدة زوايا، ومحاولة تفهم وجهات النظر المختلفة، وعدم الحكم مسبقًا على الأمور.

وكما قلنا أن هناك ستة قبعات لكل منها لون معين يرمز لنمط تفكير معين وهي كالآتي:

  1. البيضاء: وترمز إلى لتفكير الحيادي.
  2. الحمراء: للتفكير العاطفي.
  3. الخضراء، ترمز إلى التفكير الإبداعي.
  4. السوداء: وهي ترمز للتفكير المتشائم أو السلبي.
  5. الزرقاء: وهي تلك التي تشير إلى التفكير المنظم أو الشمولي، أي النظر إلى الصورة الكاملة للمشكلة.
  6. الصفراء: تشير للتفكير الإيجابي المتفائل.

أسلوب الأدوار الأربعة

فكرة هذا الأسلوب تعتمد على تقمص أربع شخصيات أساسية والتفكير من خلال الشخصية التي تم تقمصها، وتتلخص جميع هذه الشخصيات فيما يلي:

1. شخصية المستكشف

عند تقمصك شخصية المستكشف فأنت تبحث عن الأفكار والحلول الجديدة لمشكلتك، وتستكشف العالم من حولك.

وقد تأتيك أفكار غير منطقية فلا تحكم عليها من الآن، فهذه الشخصية كل ما عليها هو جمع أكبر عدد من الأفكار بغض النظر عن مدى إمكانية تطبيقها.

حاول البحث عن الحلول في أماكن جديدة وأطلق لنفسك العنان وأبحر بخيالك، وتأمل الطبيعة فقد تستنبط منها حلًا.

أنظر لتجارب غيرك كيف قاموا بحل نفس المشكلة وتأمل حلولهم، فقد تستقي حلاً من تجاربهم، المهم أن لا توقف شلال الأفكار وتعود أن تدونها أولاً بأول، ولا تحتفظ بها في ذاكرتك فقط.

2. شخصية الفنان

الآن بعد أن جمعت أكبر قدر من الأفكار، أخرج من شخصية المستكشف وتقمص شخصية الفنان.

في هذه الشخصية أنت تحاول مراجعة كل ما وصلت إليه من أفكار وتقوم بفرزها وحذف بعضها أو دمجها مع بعضها أو تصنيفها في مجموعات بحيث تشمل كل مجموعة الأفكار المتشابهة وتعديلها بشكل قابل للتطبيق.

أضف بعض التفاصيل لفكرتك، وحاول أن تجعل صورة الفكرة أو الحل كاملًا، وتخيل رأي الناس حول هذه الفكرة كيف سينظرون إليها؟ وكيف سترد على تساؤلاتهم حولها؟

3. شخصية القاضي

بعد أن توصلت للحل الأمثل، ضع الحل أمامك الآن، لتبدأ المحاكمة بتقمصك شخصية القاضي.

وقيم الحل جيدًا، وابدأ بكونك إيجابيًا، فلا تبني العوائق والعقبات لتجنب تنفيذ الحل، ولكن لا يعني ذلك أن لا تفكر في عواقب الأمور، وما هي سلبيات الحل المختار؟ وكيف أستطيع تجاوزها؟

وأيضًا استشر أهل الخبرة وشاورهم في الأمر، وأنظر للحل من جميع الزوايا، ثم جزئه إلى خطوات قابلة للتنفيذ، كذلك كن واثقًا من نفسك ولا تستمع للمحبطين.

4. شخصية المحارب

الآن أصبحت حل مشكلتك جاهزًا، ويجب أن تبدأ مرحلة التنفيذ، تقمص شخصية المحارب، وابدأ برسم خطة لحل مشكلتك، ضع وقت للبداية والنهاية.

وارسم الخطوات وحدد المهام ومن سيقوم بها، وابحث عن الدعم من الأشخاص أو الجهات الممكنة.

وأيضًا ضع نظام لتحفيز نفسك ومن يعملون معك، وحافظ على روح معنوية مرتفعة، وتجنب الأعذار أو المبررات غير المنطقية، واعمل بجد وأمن بقدراتك.

أسلوب الأسئلة الذكية “SCAMPER”

يعتمد هذا الأسلوب على سلسلة من التساؤلات الذكية التي تطرح في سبع طرق يمكن عن طريقها الوصول لحل أفضل للمشكلة، وكل طريقة يرمز لها بحرف، جُمعت في كلمة “SCAMPER”، وهي كما يلي:

1. الإحلال “Substitute”

في هذه الخطوة نطرح عدة تساؤلات عما يمكن استبداله أو إحلاله محل شيء أخر بحيث يساعد في حل المشكلة أو تحسين الوضع الحالي.

مثل ماهي القوانين أو القواعد التي يمكن تغييرها؟، وقد يكون هناك خطوات أو إجراءات لو تم استبدالها أو إحلالها بأخرى لربما تحل المشكلة.

2. الدمج “Combine”

نتسائل في هذه الخطوة عن ما إذا قمنا بدمج بعض الأشياء وتعديلها وتنسيقها لربما نتج عنها شيء جديد.

وهكذا نقوم بإجراء عدة تغييرات في العناصر والمكونات وغيرها من الأمور، والتي قد تساعد في حل المشكلة أو توليد حلول جديدة.

3. التكيف “Adapt”

من التساؤلات التي قد تطرح في هذه الخطوة، ما العمليات التي يمكن التكيف معها؟ ما الأشياء المتشابهة التي يمكن أن تتفق مع بعضها؟ وما الأشياء التي يمكن تعديلها لتتكيف مع الحل الجديد؟.

4. التعديل “Modify”

ما الشيء الذي من الممكن التعديل في مواصفاته ليحقق قيمة عالية؟، مثلاً تغيير في المعنى أو الشكل أو اللون أو الحركة أو الصوت أو النكهة.

أو ما التعديلات التي يمكن عملها في الخطة أو في إجراءات تنفيذها أو في بعض العمليات المتعلقة بها كأسلوب الإدارة أو نمط القيادة أو طريقة التسويق؟

5. الاستخدام المغاير “Put to other uses”

كيف يمكنك استخدام هذه الفكرة في أمور أخرى؟ ما الشيء الذي تستطيع صنعه بهذه الفكرة؟ هل هناك طريقة أخرى لاستخدام هذه الفكرة؟

6. الاستبعاد “Eliminate”

ما الأشياء أو الأمور التي يمكن استبعادها؟، هل يمكن إلغاء بعض الإجراءات أو إزالة بعض القواعد؟، ما الشيء غير الضروري؟، ما الذي يمكنك تقسيمه إلى أجزاء أو تصغير أو تكبير حجمه؟

7. العكس أو إعادة الترتيب “Reverse”

ماذا يحصل لو قمنا بعكس الفكرة والنظر لها من زاوية أخرى؟، مثلاً من الأعلى للأسفل أو العكس أو من الداخل إلى الخارج.

هل يمكن إعادة بعض الترتيبات بحيث نحصل على نتيجة أفضل؟ أو ربما يتطلب الموضوع عكس بعض الأدوار.

كيف تطور هذه المهارات لديك وخصوصًا داخل بيئة العمل

كيف تطور المهارات اللازمة لحل جميع أنواع المشكلات لديك

توجد طرق عديدة لتحسين المهارات لحل جميع المشكلات التي لديك، سواء كنت تبحث عن وظيفة أو أنك تملك وظيفة بالفعل.

فإن تحسين هذه المهاره لديك يقوي من موقفك وأدائك في العمل، وإليك بعض التقنيات التي عليك اعتمادها:

تعلم المزيد من المعلومات الخاصة بمجال عملك

أن تكون على دراية جيدة بالمعلومات التقنية في عملك، وذلك من خلال الدورات الدراسية والتدريبات الإضافية.

فكلما كنت ملم أكثر بمجالك من الناحية التقنية ستكون أكثر قدرة على حل المشكلات التقنية الخاصة بالعمل.

ابحث عن فرص مختلفة لطريقة حل المشكلة

ضع نفسك في أماكن مختلفة من المحتمل أن تتعرض فيها لبعض المشكلات التي تحتاج لحل.

مثل التطوع في مؤسسة عملك لتقم بعمل إضافي لتساعد زملائك فيه، أو قد تتطوع خارج مؤسسة العمل مثل المؤسسات الخيرية أو غيرها.

وأيضًا وجودك في أماكن ومؤسسات مختلفة ضمن فريق عمل يجعلك تقابل الكثير من المشاكل وتتعاون معهم لحلها، مما يكسبك الكثير من الخبرة ويطور من مهارة حل المشكلات عندك.

تخيل سيناريوهات لمشاكل مختلفة وتدرب على حلها

ممارسة حل المشكلات والتدرب على التعامل معها يكسبك ثقة وخبرة كبيرة.

فيمكنك أن تبحث عن مشكلات قابلت أشخاص آخرين في نفس مجال عملك، وحاول التفكير في حلها.

أيضًا راجع حلولك إن كانت مجدية أم لا حسب خبراتهم في التعامل مع هذه المشكلة وما وصلوا إليه من نتائج لتتعلم منها.

ابحث عن السيناريوهات المختلفة للمشاكل وكن جاهزًا لها، واعلم أن تعرضك للمشاكل يزيدك خبرة، ومرة بعد مرة يتحسن أداؤك ومهاراتك في حل المشكلات.

لاحظ كيف يتعامل الآخرون من ذوي الخبرة مع المشكلات

قد تجد في مجال عملك أو في محيطك أشخاص يتمتعون بالمهارات لحل أنواع المشكلات.

ولذلك مراقبتك لأسلوب هؤلاء الأشخاص في حل مشكلاتهم يساعدك على تحسين مهاراتك، وأيضًا يمكنك طرح بعض الأسئلة عليهم والتي قد تساعد على توضيح الأمور لك بشكل أفضل.

الخلاصة

  • كل منا يتعرض يومياً للمشكلات لذا فإن إتقانك لمهاراة حل المشكلات أمر ضروري للغاية.
  • تأتي المشكلات إلينا محملة بالرسائل الحياتية لتزيد من خبراتنا وتزيدنا صلابة وقوة.
  • تحدث المشكلة على ثلاث مراحل وهي: مرحلة النشوء، مرحلة الاكتمال، مرحلة التأزم.
  • كلما كان اكتشافك للمشكلة في مرحلة مبكرة كلما كان الحل بسيطاً والخسائر أقل.
  • لتكون متقن لهذه المهارات، فأنت تحتاج إلى اكتساب بعض المهارات الأخرى التي تساعدك في ذلك.
  • الإبداع والابتكار، البحث، العمل الجماعي، الذكاء العاطفي، إدارة المخاطر، واتخاذ القرارا من المهارات الرئيسية التي يجب أن تمتلكها.
  • تحدث مرحلة حل المشكلة على عدة خطوات وهي تحديد المشكلة، هيكلة المشكلة، البحث حول الحلول الممكنة، اتخاذ قرار باختيار حل معين، تنفيذ الحل الذي اخترته.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

ما هي المشكلة؟

المشكلة هي عبارة عن عائق أو حاجز يحول بين الشخص وبين وصوله إلى هدف معين، حيث تسير الأمور عكس توقعاتنا أو رغباتنا.

ما هي مراحل حدوث المشكلة؟

تحدث المشكلة على ثلاث مراحل وهي مرحلة “نشوء المشكلة” وفيها لا تكون المشكلة أكثر من مجرد إزعاج بسيط، مرحلة “اكتمال المشكلة” وفيها يقع بعض الأذى، ثم مرحلة “تأزم المشكلة” وفيها يحدث تهديد صريح يهدد استمرارية المنظومة ككل.

ما المهارات الأخرى اللازمة لتحسين مهارات حل المشكلات لديك؟

مهارة الإبداع والابتكار، مهارات البحث، مهارات العمل الجماعي، مهارات الذكاء العاطفي، مهارات إدارة المخاطر، ومهارات اتخاذ القرارات.

ما هي خطوات حل المشكلات؟

أولاً يأتي تحديد المشكلة، ثم هيكلة المشكلة، ثم البحث عن الحلول الممكنة، ثم اتخاذ قرار باختيار حل معين، ثم نقوم بتنفيذ هذا القرار، ثم نقوم بملاحظة النتائج.

كيف تطور مهارات حل المشكلات لديك وخصوصاً في بيئة العمل؟

زود معلوماتك الخاصة بمجال عملك، ابحث عن فرص مختلفة لحل المشكلة، تخيل سيناريوهات لمشاكل مختلفة وتدرب على حلها، لاحظ كيف يتعامل الآخرون من ذوي الخبرة مع المشكلات.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق

let wrapper = document.getElementById('pro-stickySidebar-container'); if (wrapper) { const observer = new MutationObserver(function (mutations, observer) { wrapper.style.height = '' wrapper.style.minHeight = '' }) observer.observe(wrapper, { attributes: true, attributeFilter: ['style'] }) }