window.dataLayer = window.dataLayer || []; function gtag(){dataLayer.push(arguments);} gtag('js', new Date()); gtag('config', 'UA-127223763-2');

نصائح لتحسين مهارات التواصل مع الآخرين ومدى تأثيرها

نصائح لتحسين مهارات التواصل مع الآخرين ومدى تأثيرها

من أهم المهارات الحياتية التي يحتاجها الإنسان لبقائه هي المهارات للتواصل مع الآخرين.

منذ بداية الإنسان كان يُعبِر من خلالها عن شعوره البسيط، سواء بالجوع، العطش، الخوف، البرد، أو إن كان يحتاج إلى مساعدة أو نجدة في أمر ما.

والتواصل هو عبارة عن عملية لتوصيل معلومات من شخص لشخص آخر بشكل مفهوم.

تعبر خلال هذه العملية عما تشعر به من مشاعر مختلفة وعما يدور في رأسك من أفكار تريد طرحها والمشاركة بها، وأيضًا تتمكن من فهم رسائل الآخرين وما يريدون إيصاله لك.

ولتعرف مدى أهمية الأمر عليك فقط مشاهدة طفل رضيع وهو يبكي، وذلك لأنك وقتها لا تعرف أهو جائع؟ يشعر بالبرد؟ يشعر بألم؟ أم ماذا يريد؟

فكر في مدى صعوبة الأمر في أن تفهم ما يريده هذا الرضيع، فهذا بالفعل شيء صعب.

فقط لأنك لا تعرف كيف تتواصل معه لتفهم ما يشعر به وما يريده أو ما يزعجه.

وذلك لأنه لا يملك أي وسيلة لإيصال ما يشعر به إلا البكاء، فيبكي فقط ليعبر عن ضيقه من شيء ما.

لكنك لا تستطيع أن تصل إلى ذلك الشيء بدون وجود وسيلة تواصل تستطيع من خلالها أن تفهمه.

اكتشفت مؤخراً الأمر الذي أذهلني بشدة وهو أنه يمكن من خلال بكاء هذا الرضيع فهم ماذا يريد، فهو لديه لغة للبكاء.

فحتى هذا الرضيع له وسيلة تواصل لا نفهمها كلنا، وذلك لأن له أنماط بكاء مختلفة وكل نمط يعبر عن رسالة معينة، فلو تعلمنا لغته هذه لفهمنا ماذا يريد.

تعريف مهارات التواصل الاجتماعي

أولاً معنى مهارات هي أن تكون ماهراً في شيء ما، فمعنى ذلك أنه لديك الإمكانيات التي تساعدك على فعل هذا الشيء بقدرة عالية.

أما تعريف التواصل فهو عملية تبادل الأفكار أو الآراء والعواطف بين اثنين أو أكثر، سواء بالكتابة أو الكلام أو الإشارة بشكل يوصلنا لنتيجة مثمرة.

وهي أيضًا قدرتك على إيصال الأفكار والمشاعر والكلمات بشكل سلس بالنسبة للمستمع.

وأيضًا بقدرة عالية على الإيضاح بهدف تغيير أو تصحيح معلومة أو بهدف التأكيد عليها أو إيصال فكرة جديدة.

وأن يكون لديك القدرة على الاستماع للآراء المختلفة والتفاعل معها بشكل يُسهل الوصول لحل مشكلة ما.

وذلك لأن هذه المهارات تمتلك أنواع كثيرة تستخدم كل منها حسب الموقف والاحتياج.

تحتاج إتمام عملية التواصل إلى عناصر معينة

  • مرسل.
  • مُستقبِل.
  • رسالة.
  • طريقة لإرسال الرسالة.
  • رد على الرسالة.

يرسل “المرسل” “الرسالة” التي تحمل شفرة معينة، ثم يقوم “المُستقبِل” بفك هذه الشفرة ليفهم الرسالة.

وأيضًا على المرسل اختيار رسالة تحمل شفرة يفهمها المُستقبِل، فيجب أن تكون الشفرة متفق عليها من الطرفين.

فمثلاً أنا في هذا المقال أكتب باللغة العربية لأنني أعلم أن معظم من سيقرأ هذا المقال يفهمون اللغة العربية.

فأنت تعرف أن هذا الحرف “أ” هو حرف الألف، وهذا الحرف “ن” هو حرف النون، وهذا الحرف “ت” هو حرف التاء، وأيضًا تعرف كيف ينطق كل حرف منهم.

وعندما نجمعهم سويا تصبح كلمة “أنت” وتعرف معنى هذه الكلمة وكيف نستخدمها وعما تعبر.

تلك هي شفرة الرسالة التي عرفت أنت كمُستقبِل أن تفكها بطريقة سهلة ومفهومة.

ولهذا فإن فك الشفرة ببساطة هو أن تعرف حروف أو عناصر الرسالة، والتي عندما تجتمع سويا تفهم المعنى المقصود من ورائها.

وعلى المُستقبِل أن يعطي ردًا للمرسل للتأكيد على أن الرسالة وصلته كاملة وفهمها، وعليه أيضًا أن يختار طريقة لنقل رسالته بطريقة مناسبة للمُستقبِل وتسهل عليه فهم الرسالة واستقبالها.

فمثلاً عند إيصال رسالة للأطفال فاستخدام صور كرتونية أو أنشطة، وذلك يعتبر طريقة فعالة جدا لإيصال الرسالة.

ومع اكتمال هذه العناصر نكون حصلنا على عملية تواصل فعالة وناجحة بالشكل الصحيح.

ما هي أهمية أن تجيد هذه المهارات مع الآخرين

  • القدرة على توصيل المعلومات بشكل دقيق وواضح ومفهوم.
  • تساعدك من الناحية المهنية، فهي مهارة مطلوبة جداً في سوق العمل.
  • تزيد من قدرتك على التحدث، الاستماع، طرح الأسئلة، والكتابة بوضوح.
  • تساعدك على تحسين علاقاتك مع الآخرين في حياتك الشخصية.
  • تساعدك على الوصول إلى وجهة نظر سليمة إلى حد كبير، وذلك نتيجة لفهمك الجيد للموقف.

وهناك طرق تعتمد عليها مهارات التعامل مع الآخرين، وهذه الوسائل إذا تم استغلالها بشكل صحيح فإنك تدعم الرسالة وتزيد من وضوحها وقوتها وسهولة إيصالها.

أنواع التواصل

في الواقع إن العملية السليمة للتواصل تتم بمزج عوامل مختلفة مع بعضهم البعض.

تواصل لفظي

يعتمد على الكلمات نفسها سواء كانت منطوقة أو مكتوبة، والتي يجب انتقاءها بعناية شديدة، لأن ذلك يساعد على إيصال المعنى المطلوب للمتلقي وتحقيق الهدف المرجو من التواصل.

ومن الجدير بالذكر أن الكلمات توصل حوالي (7%) فقط من مضمون الرسالة.

1- الكلام المنطوق

يجب المحافظة على استخدام كلمات واضحة ومفهومة للمتلقي، وذلك حتى يستطيع فهمها.

وكذلك المحافظة على النطق الصحيح وأن تكون مخارج الحروف واضحة، وذلك لأن لا يكون عند المتلقي شك أنه سمع كلمة خطأ، أو لم يصله المعنى أو اللفظ الصحيح.

2- الكلام المكتوب

عن طريق “الكتابة”، مثل إرسال الرسائل الورقية المكتوبة قديماً، وأيضًا المطبوعة والتي تعتبر أحدث منها قليلًا.

والآن توجد الأنواع المتطورة مثل رسائل البريد الإلكترونية، الكتب والمجلات الإلكترونية، وأيضاً المواقع المختلفة على الإنترنت.

ومن الجدير بالذكر أنه يجب أن تنتبه أن تخلو رسالتك من الأخطاء الإملائية والنحوية، وأن تكتب بلغة سهلة وواضحة للمتلقي.

تواصل كتابي

تواصل غير لفظي

هذا النوع من التواصل غير قائم على ما تقوله من كلمات مباشرة، ولكنه يعتمد على ما لم تقوله بالكلام الصريح، ويتمثل ذلك النوع في: لغتك الجسدية، الصوت، والتواصل المرئي.

فيمكنك أن تقول نفس الجملة بنبرات صوت مختلفة، وفي كل مرة يختلف المعنى رغم أنها نفس الكلمات، وكذلك يمكن أن تقول جملة تحمل معنى معين ولغة جسدك تحمل معنى آخر.

ويمكنك أيضًا إيصال معنى من خلال صورة أو رسمة بيانية تلخص كل المعلومات التي تريد قولها.

لغة الجسد

يقول العلماء أن هذه اللغة تقوم بتوصيل (55%) من الرسالة، وتتمثل هذه اللغة في بعض الأشياء منها:

  • الإيماءات.
  • حركات اليدين والذراعين.
  • التواصل البصري.
  • وضعية الجسم.
  • تعابير الوجه.

ولهذا يجب أن تتماشى لغة جسدك بشكل كبير مع الكلام اللفظي الذي تقوله.

فمثلاً إن كنت تتحدث في أمر جاد من الخطأ أن تكون ملامح وجهك ضاحكة، فهذا يجعل المتلقي لا يأخذ الأمر على محمل الجد، والعكس صحيح.

التواصل البصري

يجب عليك المحافظة على تواصلك البصري طوال المحادثة مع من تتحدث إليهم.

فمن غير اللائق أن تتحدث مع شخص وتنظر إلى الأعلى أو الأسفل أو أي مكان أخر غير أن تنظر إليه، فبذلك تشتت انتباهه، وتجعله يشعر أنك غير مهتم بما يقول وتقلل من احترامه، وهذا يعطي تواصل غير ناجح.

ومن الجدير بالذكر أن بعض الناس يشعرون بالخجل ولا يقدرون على النظر إلى الآخرين أثناء التحدث معهم.

وهناك حل لهذه المشكلة، وهي إما أن تنظر إلى المنطقة التي تقع بين عينيه، أو إلى أعلى جبهته، وبذلك لن تشعر بالخجل والشخص الآخر لن يشعر أنك لا تنظر إليه.

حركة اليدين

من المهم أن تستخدم يديك أثناء كلامك، وذلك لتساعدك في التعبير عما تريد قوله، وتسهل عملية إيصال الرسالة.

ولكن عليك الحذر من الإفراط في استخدام يديك أثناء الكلام، لأن هذا يشتت المستمعين ويشعرهم بالتوتر.

لذا فعليك التوازن في استخدام يديك والالتزام بثباتهما وقت عدم الحاجة إلى استخدامهما، فلا تفرط في تحريكهما ولا تحد من حركتهما.

الإيماءات

تتمثل الإيماءات في الاشارات التي تفعلها بيديك أو برأسك وتعطي رسالة معينة.

ويتمثل ذلك عندما تومئ برأسك لتعطي رسالة أنك موافق، أو تومئ لتعطي رسالة أنك غير موافق.

إيماءات

وضعية الجسم

وهي طريقتك في الجلوس أو الوقوف والتي يجب أن تكون مناسبة للموقف والمكان، فمثلاً عندما تجلس أمام مديرك فعليك أن تجلس بطريقة معينة تختلف عن إن كنت تجلس مع صديقك.

ففي مقابلات العمل يجب عليك التزام قواعد معينة في الجلوس لتعطي انطباعات أفضل عنك.

ويفضل أن تجلس مفرود الظهر عن أن تجلس منحني الظهر، وذلك لأن الوضع الأول يعطي إيحاء بالثقة بالنفس، بينما الوضع الثاني يعطي إيحاء بانعدام الثقة والتذبذب.

كذلك إن كنت واقف تلقي محاضرة فعليك أن تقف بشكل مستقيم بحيث تكون قدميك في مستوى كتفيك.

فلا تقف منحني للأمام أو تضع يديك في وسط جسمك، لأنك بذلك ترسل رسالات للمتلقيين أنك أفضل منهم وتشعر بالسيطرة عليهم.

الصوت

ينقل الصوت حوالي (38%) من الرسالة، ويتمثل في طبيعة الصوت من حيث الصوت، السرعة والبطء، أين تقف؟ وأين تستمر أثناء الحديث؟

نبرة الصوت

من المهم أن تنوع في صوتك حتى لا يشعر المستقبل بالملل أو أنك تقول كلام غير مهم.

سرعة الصوت

عليك اختيار السرعة المناسبة للمتلقي، وذلك حتى يقوم بفهم كلامك جيدًا.

كذلك يمكنك أن تبطئ في بعض الجمل المهمة لتأكد على أهميتها، وأيضًا يمكنك أن تسرع في بعض الجمل التي سبق ذكرها لتمر عليها سريعاً ولا تضيع فيها وقت طويل.

وعليك اختيار المواضع التي تقف فيها خلال الحديث والمواضع التي تسترسل فيها كلامك، فإن استخدمت الوقفات بطريقة خاطئة فسوف تشتت المتلقي وتضيع المعنى.

فالوقوف يأتي بعد إتمام جملة معينة تحمل معنى معين، ولا يجب أن تقف في نصف الجملة قبل إتمام المعنى.

فمثلاً عندما تقول: “كنت أسير في طريقي ورأيت شيء غريب جداً رأيت ولد”، ثم تقف هنا فهذا خطأ لأنك لم تكمل المعنى.

كان يمكنك الوقوف بعد جملة “كنت أسير في طريقي ورأيت شيء غريب جداً”، فهنا أنت قلت جملة لها معنى، فيمكنك أن تقف وتكمل بعدها في جملة أخرى لتشرح فيها ما رأيت.

فتكرار الوقفات في المواضع الخاطئة يشتت ذهن المتلقي ويشعره بعدم الفهم والملل.

وأيضًا يمكنك الوقوف قبل كل معلومة أو جملة مهمة، وذلك لتلفت الانتباه إليها، فينصت الجميع لك ويترقبوا ما ستقوله.

مثل ما حدث في المثال السابق يمكن أن تتوقف قبل المعلومة المهمة وهي الشيء الغريب الذي رأيته، فذلك يلفت الانتباه أكثر ويجعل المستمع متشوق ليسمع ما ستقوله.

طبيعة الصوت

لكل منا طبيعة صوت مختلفة تميزه عن غيرة، لذا عليك معرفة طبيعة صوتك، وأن تعرف إذا كانت هذه الطبيعة تسبب أي مشكلة للمتلقي عندما يتحدث معك.

فيمكن أن يكون صوتك منخفض دائماً بطبيعته، وذلك يسبب صعوبة للمتلقي في أن يسمعك جيداً.

في هذه الحالة عليك أن تنتبه وترفع من صوتك قليلاً بحيث يكون واضح للمتلقي.

ولا مانع أن تسأل من حين لآخر إن كان صوتك واضح أم لا، خصوصاً إن كنت تلقي محاضرة مثلاً، وذلك لأنه في المحاضرات يجب أن يكون الجميع يسمعك بوضوح.

فيجب أن يصل صوتك للجميع، من يجلسون في الأمام ومن يجلسون في الخلف على حد سواء.

وتعتبر مكبرات الصوت حل فعال جداً لمثل هذه المشكلات، ولكن ليس شرطاً أن تكون متوفرة دائماً.

ويمكن أن تكون مشكلتك هي العكس، فيكون صوتك مرتفع جداً لدرجة أنه في بعض الأحيان يمكن أن يكون مزعج إن حاولت رفعه أثناء الحديث، فهو ربما يكون واضح ولا يحتاج لتوضيح أكثر، فعليك الانتباه لذلك.

تواصل صوتي

تواصل مرئي

قد تتم هذه العملية بطريقة “بصرية”، وذلك باستخدام خرائط وجداول ورسوم بيانية.

تعتمد هذه الطريقة على إيصال المعلومة عن طريقة الوسائل المرئية عوضاً عن المكتوبة أو الشفهية، حيث يمكنك أن تحكي حكاية كاملة دون أن تقول أو تكتب كلمة واحدة وذلك من خلال صور مرسومة فقط.

ولذلك تعتبر هذه الوسيلة فعالة جداً في إيصال المعلومات، ويمكن أن تكون فعالة أكثر من الكلام في توصيل المعلومات بشكل أفضل في بعض الأحيان.

فالصور والرسومات أحيانًا تتكلم وتحكي بوضوح أكبر بكثير من الكلام نفسه.

فمثلا تستخدم الأفلام الصامتة التواصل الغير لفظي في إيصال الكلام والحكاية، فمن خلال حركات الجسد وتعابير الوجه والصور المختلفة تصلنا الحكاية كاملة.

وذلك مثل سلسلة أفلام الكرتون الشهير “توم وچيري – Tom and Jerry ” الذي يحبه كل الأطفال والصغار.

تواصل مرئي

أهم المهارات في التواصل

هناك بعض من المهارات عند التواصل، والتي تعتبر أساسية عند التعامل مع الآخرين مثل:

مهارة الاستماع الفعال

المستمع الجيد ينال التقدير والحب بين زملائه، ويصفه مديريه بالاحترام والذوق.

وأيضًا إنصاتك يعطيك ثقة بذاتك وفرصة قوية في تفهّم الموقف بالكامل، بالإضافة إلى وقت كافي لترتيب وانتقاء الكلمات المناسبة.

وذلك يحدث عندما تُعير الشخص انتباهك بالكامل وتتفاعل معه مُظهراً الاستجابة لحديثه، حتى لو كنت مختلف معه في وجهات النظر أو كان يحكي شيئاً غير بالغ الأهمية بالنسبة إليك.

ويمكنك أيضًا طرح الأسئلة بعد إنهائه الحديث، وتوحي بأسلوبك أنك حريص على حل المشكلة، أو على الأقل تعطيه أهمية بإنصاتك بحرص وحذر.

نبرة الصوت المناسبة

من أهم طرق التواصل الفعَّالة هي اختيار درجة الصوت المناسبة، وأن يكون صوتك مسموعاً وواضحاً أيضاً، فإن اختيارك لدرجة الصوت أمر يستحق الاجتهاد منك في تطويره وتحسينه لأن له الكثير من الدلالات.

وتظهر التفرقة بين استخدام علوّ الصوت المعبر عن الحزم أو الفظاظة وعدم الاحترام.

ففي كلا الموقفين تستخدم نبرة صوت مرتفعة، ولكن بالنبرة المناسبة ستصل لمرادك بشكل أدق، وكذلك انخفاض الصوت بين التعاطف أو الضعف.

لذا عليك دراسة الموقف جيدًا ودراسة المستمعين مقامًا وسنًا، ثم اختيار النبرة المناسبة بعد ذلك.

وفي البداية يمكنك التدرب عليها كثيراً مع نفسك أو أمام بعض أصدقائك، وأيضًا توجد العديد من الدورات الآن التي تهدف إلى التدريب على اختيار النبرة الملائمة للصوت حسب الموقف والمستمع.

بساطة الحديث

ليس من الذكاء الاجتماعي على الإطلاق أن تستخدم الكلمات الصعبة، أو مصطلحات معينة، أو كلمات من لغة أخرى بشكل يصعُب على المستمع فهمه بكل سلاسة.

ولكن على العكس فعندما تخاطب الناس على قدر عقولهم، فإنك حقاً تكون حينها ذكي وقوي في التواصل، والعكس قد يُنفر البعض منك ويأخذون عنك انطباع المتباهي وما شابه ذلك.

ومن المؤكد أن إظهار أنك فصيح لغوياً أو تتحدث بأكثر من لغة ليس هو مقصدك من الحديث والمناقشة، فيجب أن تراعي ذلك، كما يجب مراعاة ابتسامتك أثناء حديثك واستخدامك لكلمات لطيفة.

تكيف أسلوب الكلام تبعاً لفئة المستمعين

هل أسلوب كلامك وطريقتك مع زميلك في الجامعة هي نفس طريقتك مع دكتور الجامعة الخاصة بك؟

هل مخاطبتك لفئة عمرية ما في سن الثلاثين متماثلة مع مَن هم في عُمر الستين؟ ومع مديرك في العمل مثلها مع صديقك؟ مؤكد لا.

لذلك عليك أن تكون مرنًا مع أنماط المستمعين المختلفين وتخاطب كل منهم طِبقًا لطريقته الملائمة والمحببة، سواء كان هذا التواصل في أرض الواقع أو مراسلة عبر الانترنت.

فمديرك مثلاً سترسل إليه إيميل وصديقك سترسل إليه رسالة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي وهكذا.

إظهار الثقة

يميل المستمعين إلى الإنصات والتعرف على الأشخاص الواثقين بأنفسهم، لأن ذلك يوحي بقوة مصدر المعلومة أو الرأي النابع من هذا الشخص، ويتبعون أحياناً الأفكار التي يتم عرضها بثقة ووضوح.

فلو امتلكت أفكار مبدعة وعبقرية وعرضتها بشكل سيئ لن ينجذب إليك المستمع، ولذلك فإن إظهار الثقة أمر جيد.

ولكن إن زاد عن حده حتى أوحى بالغرور فستقع في مشكلة كبيرة وحاجز تبنيه بينك وبين القريبين منك، لذلك عليك إظهار ثقتك في كلامك وعرضك للفكرة وتعلم مهارات العرض والإلقاء “Presentation skills”.

احترام الحديث

مهما كنت تختلف مع الآخرين في وجهة النظر عليك إظهار الاحترام للحديث والتعاطف معهم إن لزم الأمر، وأيضًا عليك محاولة فهم مشاعر الآخرين من حديثهم وتقديرك لكلامهم أياً كان.

واعرض رأيك بلطف وانتقادك بحذر ونصيحتك بمودة وحب، وأظهِر الامتنان في كلامك لإنصاتهم إليك ولتفهمك وجهة نظرهم واحترامها، حتى تنال منهم الحب والتقدير رغم الاختلاف.

فهم لغة الجسد “Body Language”

هذه اللغة لها شأن كبير في محاولة التواصل مع الآخرين، لذلك يجب التركيز عليها.

التعريف

هي العلم الذي يهتم بدراسة حركات الإنسان من حدة الصوت وإيماءات، وذلك من أجل محاولة فهمه سريعاً وتوقع متطلباته حتى يسهل التعامل معه.

وهناك مرحلة متقدمة من هذا وهوا فهم الشخصية من ملامح الوجه، وهذا يسمى علم الفراسة.

قراءة الجسد

هناك الكثير من الحركات التي يمكن من خلالها فهم الآخرين بطريقة أسرع مثل:

العيون

حركات العيون هي الأهم في هذه اللغة، وذلك لأنها حركة لا إرادية يصعب عليه التحكم فيها، فإذا اتسع بؤبؤ عينيه من كلامك فأكمل لأن هذا يدل على انبساطه وسعادته.

وإذا زادت حركة عينيه ليس بالضرورة أن يكون كاذبًا، فربما يكون متوتر، فطمئنه أولًا بكلامك.

وأيضًا إذا أنهيت حديثك مع أحد انظر في عينيه أثناء مصافحته، فهذا يدل على الثقة.

أما إذا وجدته يحك عينيه بعد سماعه لكلامك فهو غالبًا غير متفق معك أو ينتظر أن تنهي كلامك، فحاول أن تتفهم الأمر أو حاول إقناعه بشكلٍ آخر.

طريقة المشي

إذا أردت إظهار ثقتك عليك السير منتصب القامة، مد الخطى، وارفع رأسك عند المشي، فهذا كله بخلاف الثقة يضيف إليك الجاذبية.

اليدين

إذا وضع يده على رقبته أثناء الحوار فهذا يدل على أنه تخلى عن رأيه وبدأ في الاقتناع بوجهة نظرك، فامضِ كما أنت بنفس أسلوبك ولا تتصرف بهزلية عندما ترى رد فعله أو حركة جسده.

أما إن وضع يديه في جيبه وطأطأ رأسه أثناء حديثك معه فهذا يدل عن عدم رضاه، فحاول تغيير مسار حديثك بالشكل الذي يتلائم مع طريقة إقناعه.

الابتسامة

الابتسامة هي من أفضل طرق كسب مهارات التواصل الاجتماعي، ليس فقط لأنها تزيد من جاذبيتك وتُكسبك الثقة وتجعلك أكثر صحة، ولكنها تقلل أيضًا من التوتر والضغط.

ركز متى ولمَن تُظهر ابتسامتك، حتى لا تعطي عنك انطباع خاطئ بالسذاجة أو توحي كثرتها بالاستهزاء، ولهذا يجب أن تحافظ على الاعتدال وأن تكون الابتسامة لطيفه ومُظهرة للود فقط.

لغة الجسد

نصائح لتحسين مهاراتك في التواصل مع الآخرين

توجد بعض النصائح والتعليمات التي يمكنك من خلالها تحسين مهاراتك في التواصل.

1- الاستماع النشط

يقال أن الله خلق لنا أذنين ولسان وأحد، وذلك لنستمع أكثر مما نتكلم.

استمع بانصاط واهتمام للطرف الآخر، ثم كرر عليه ما فهمته لتتأكد أن الرسالة وصلتك صحيحة.

فعملية التواصل هي عملية ذات قطبين وهما توصيل واستلام المعلومات، وأيضًا من المهم إيصال الرسالة بشكل واضح، واستلامها بشكل صحيح.

فالاستماع هو مهارة لا يتقنها الجميع، لأنه يجنبك الوقوع في سوء الفهم.

استمع مع إظهار التعاطف وتفهٌّم وجهة النظر، لأن هذا سيولّد ما يُعرف بالقبول العاطفي بين زملائك.

وذلك سيتيح لهم فرصة مشاركة أفكارهم دائماً معك، واستشارتك في بعض الأمور حتى لو كنت تختلف معهم في الرأي، لأنك على الأقل تسمعهم وهذا يعتبر شيء في غاية الأهمية.

2- اطرح أسئلة

عندما تكون في محادثة مع شخص ما اطرح عليه بعض الأسئلة التي تظهر اهتمامك.

وكذلك تمكنك الأسئلة من التأكد مما وصلك منه وأنك فهمت ما يقصده، وتجعله يشعر باهتمامك بما يقول، وبذلك يتم التواصل بشكل فعال.

فكّر قبل أن تتكلم، ورتب أفكارك جيداً، ثم جهّز في ذهنك نظرة عامة عن المستمعين.

كن مستعداً أن يتقبّلوا كلامك أو لا، وضع نفسك دائماً مكان المستمع واذكر ذلك في مواقف حقيقة أثناء الحديث.

وأيضًا توقّع معهم ما يدور في أذهانهم من تساؤلات واستعد للإجابة عنها.

ضع في ذهنك أولاً أن هذا الحديث هدفه الوصول لنقطة مشتركة أو كسب ثقة الناس أو عرض وجهة نظر للمناقشة أو اي هدف، وليس هدفه الإصرار على صحة رأيك.

3- كن واضح وموجز

عندما تتحدث كن محدد وواضح في كلامك وفي الرسالة التي تريد إيصالها، وأيضًا عليك الاعتدال فيما تقول، فلا تتحدث كثيراً أو قليلاً، عليك فقط قول ما يكفي.

ويجب عليك استخدام عبارات واضحة ومباشرة نحو الهدف والمعنى المراد إيصاله.

ولتستطيع فعل ذلك بشكل سليم، فكر جيداً فيما تريد قوله قبل أن تتكلم، فهذا يساعدك على تجنب الإفراط في الحديث بدون حاجة.

4- استفسر ولخص

لتتأكد أنك سمعت وفهمت الرسالة بشكل صحيح لخص ما فهمت وقم بإعادته على المتحدث مرة أخرى، وتأكد أن رسالته وصلتك، وأن المعنى الذي وصلك هو بالضبط ما كان يقصده هو.

كن مرناً في كلامك وأفكارك، وذلك لا يعني أن تكون منافق أو مذبذب الرأي، بل منفتح على باقي الاراء، وحافظ على ابتسامتك وثقتك بنفسك.

5- كن متعاطف

تعاطفك مع الآخر هو القدرة على فهم مشاعره وتقديرها وحسن التعامل معها، وهذا ما يسمى بالذكاء العاطفي.

فحتى عند اختلافك مع الآخرين في الرأي، عليك فهم وجهة نظرهم واحترامهم، فكما قالوا: “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”.

استخدام عبارات جيدة مثل: “أفهم ما تقصده” أو “أحترم وجهة نظرك”، وغيرها.

فهذه العبارات تزيد من الود والتعاطف بينك وبين الطرف الآخر، فمع الاختلاف يصبح الاحترام والود قائم بينكما، وهذا يوصلك إلى تواصل ناجح بعيد عن المشاحنات والخلافات.

الخلاصة

  • مهارات التعامل مع الآخرين تعد من أهم المهارات الحياتية التي يمكن أن يمتلكها الإنسان.
  • التواصل هو عملية ذات اتجاهين إرسال واستقبال للمعلومات من شخص لآخر.
  • يحتاج التواصل الناجح إلى مرسل، مستقبل، رسالة، طريقة لإرسال الرسالة، ورد على الرسالة.
  • هناك طرق للتواصل مع الآخرين وهي تواصل لفظي وتواصل غير لفظي.
  • تتم عملية التواصل الناجحة بدمج أكثر من أسلوب من أساليب التواصل معاً بما يناسب الموقف والرسالة.
  • التواصل اللفظي يكون عن طريق الكلام المنطوق أو المكتوب.
  • يجب اختيار كلمات واضحة ومفهومة للمتلقي، وخالية من الأخطاء الإملائية إذا كان التواصل بالكتابة.
  • التواصل الغير لفظي يعتمد على اللغة الغير منطوقة، وتتمثل في الجسد، الصوت، والتواصل المرئي.
  • الكلمات نفسها تساعد على إيصال (7%) من الرسالة، بينما توصل لغة جسدك (55%)، والصوت يوصل(38%).
  • يجب أن تتناسب لغتك الجسدية ونبرة صوتك مع ما تقول والمعنى المراد إيصاله.
  • حافظ على تواصلك البصري مع الآخرين، واجعل حركات يديك مناسبة للكلام ومعتدلة ولا تفرط في استخدامها.
  • اختار وضعية لجسمك تتناسب مع الموقف.
  • حافظ على أن تتماشى تعابير وجهك مع ما تقول.
  • نوع في استخدام صوتك ولا تثبت على نمط واحد اجعل صوتك يتفاعل مع المعاني.
  • استمع جيداً للطرف الآخر لتتمكن من فهم رسالته بوضوح وتتجنب الوقوع في سوء الفهم.
  • اطرح الأسئلة التي تبين اهتمامك بالحديث.
  • كن واضح واختار كلماتك بعناية وكن محدد في رسالتك.
  • لخص ما فهمته من كلام الطرف الآخر وأعده عليه مرة أخرى لتتأكد من صحة فهمك.
  • مهما اختلفت مع الآخر عليك تفهم موقفه واحترام رأيه.

الاسئلة الأكثر شيوعاً

ما هي عملية التواصل مع الآخرين؟

التواصل هو عبارة عن عملية لتوصيل معلومات من شخص لشخص آخر.
تعبر خلال هذه العملية عما تشعر به من مشاعر مختلفة، وعما يدور في رأسك من أفكار تريد طرحها والمشاركة بها. كما تتمكن من فهم رسائل الآخرين وما يريدون إيصاله لك.

ما هي عناصر عملية التواصل؟

تحتاج عملية التواصل الناجحة إلى مرسل، مستقبل، رسالة، طريقة لإرسال الرسالة، ورد على الرسالة.

ما هي أهمية أن تجيد مهارات التواصل مع الآخرين؟

1- القدرة على توصيل المعلومات بشكل دقيق وواضح ومفهوم.
2- تساعدك من الناحية المهنية فهي مهارة مطلوبة جداً في سوق العمل.
3- تزيد من قدرتك على التحدث، الاستماع، طرح الأسئلة، والكتابة بوضوح.
4- تساعدك على تحسين علاقاتك مع الآخرين.

ما هي اساليب أو طرق التواصل؟

هناك طرق للتواصل مع الآخرين وهي تواصل لفظي وتواصل غير لفظي.
التواصل اللفظي يكون عن طريق الكلام المنطوق أو المكتوب.
التواصل الغير لفظي يعتمد على اللغة الغير منطوقة، وتتمثل في لغة الجسد، الصوت، والتواصل المرئي.

مقالات ذات صلة
أضف تعليق